للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

{فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ إِلَى طَعَامِهِ، أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاءَ صَبًّا، ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقًّا، فَأَنْبَتْنَا فِيهَا حَبًّا، وَعِنَبًا وَقَضْبًا، وَزَيْتُونًا وَنَخْلًا، وَحَدَائِقَ غُلْبًا، وَفَاكِهَةً وَأَبًّا، مَتَاعًا لَكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ} [سورة عبس الآيات: ٢٤-٣٢] .

وفي كتب الفقه الإسلامي تفصيل أوفى عن نظم الإيجار والمشاركة والعمل والعمال في الزراعة. فمن أراد التعمق فليرجع إليها. أما عن الصناعة وهي من أقوى الأسس في بناء الأمم وتقدمها، فقد أشار القرآن الكريم إلى موادها الأساسية، مبينا أهميتها للناس والحياة، فهو يقول عن الحديد عصب الصناعة {فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ} ١ وعن الملابس وما يرتديه الإنسان قال: {قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآَتِكُمْ وَرِيشًا} ٢.

وفي البناء والمعمار {قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الصَّرْحَ فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً وَكَشَفَتْ عَنْ سَاقَيْهَا قَالَ إِنَّهُ صَرْحٌ مُمَرَّدٌ مِنْ قَوَارِير} ٣. وهي وإن كانت إشارات عابرة في القرآن الكريم، إلا أنها تدل على احتواء القرآن للأعمدة الثلاثة للحياة من تجارة، وزراعة، وصناعة.

ومسلك المسلمين في تطبيقها إنما يقوم على الأخلاق الإسلامية التي وضحتها في مسلك الفرد والجماعة في غير موضع من هذا الكتاب. وللفكر الإنساني في نظمها وأوجه العمل فيها كامل الحرية كما هو شأن الإسلام في كل أمور الدنيا، بشرط أن يظل منطق الحق والعدالة هو الحكم في سلوك المرء فيه، وأن يكون القصد منها تنمية المصالح العامة وعمارة الكون، لا الاستئثار واكتناز الأموال واستغلال الآخرين.


١ سورة الحديد الآية ٢٥.
٢ سورة الأعراف الآية ٢٦.
٣ سورة النمل الآية ٤٤.

<<  <   >  >>