للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ما لم تتطلبه اليوم، فما هو الميزان العادل الذي تصح فيه الموازنة بين هذه المذاهب وبين الدين؟ هل نبيح لهذه المذاهب المتقلبة أن تفرض سلطانها على الذي لا مزية له إن لم تركن من ضمائر الأمم إلى قرار مكين ثابت على تقلب الزعازع والأحوال؟ هل ننتظر من الدين أن يعرقل هذه المذاهب ويأخذ الصواب منها بذنب الخطأ فيحرم الصواب والخطأ على السواء.

لا هذا ولا ذاك:

بل يمضي كل مذهب إلى مداه المقدور، ويتسع الدين لأحداث الزمن فلا يتصدى لها في مجراها ولا يمنعها أن تذهب إلى مداها، وأن تضطرب اضطرابها لمستقر لها تمحصه الأيام".

{فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ} سورة الرعد.

وفي حديث الإسلام عن "الزراعة" حث للإنسان على النظر والتأمل وإدراك أن كل ما ينبت من الأرض، إنما هو من صنع الله الخالق المبدع، وأنه على الرغم من مجهود الإنسان وتفننه في الأعمال الزراعية، فإنه هو وحده الذي ينزل الماء ويسوقه عيونا وأنهارا فيشفق الأرض ويخرج النبت. ويبعث فيه الحياة. وعلى الإنسان أن يعمل ونظره على مبدع الكون ومصرفه. فلا يبخل، ولا يستأثر بما منح الله وأعطى, وأن يكون أمينا على ما رزقه الله، فيخرج زكاته، ويطهره بالصدقة ويصونه بالإنفاق في وجوه الخير.

{يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلَالًا طَيِّبًا} سورة البقرة.

<<  <   >  >>