للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كانت الصلاة المفروضة على المسلمين تؤدى في خمسة أوقات متفرقة من كل يوم ليدوم ذكر الله بامتداد اليوم والليلة، {إِنَّ الصَّلاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا} ، إذا استطاع المعلم أن يصل بهذا المفهوم وغيره من المفاهيم الإسلامية إلى عقول التلاميذ فقد حقق الغرض المرجو منه وإلا كان كمن يحرث البحر أو يزرع في الهواء.

وقد كان أثر القرآن في المسلمين كبيرا، وظهر ذلك في أحاديث رسول الله ومأثور المؤمنين، وكلاهما يبين أن إحساس الضمير بالرضى والسكينة عند فعل الخير وإحساسه بالسوء والقلق عند مقارفة الشر، إنما هو من علامات الإيمان, روي عن عمر "من سرته حسنته وساءته سيئته فهو مؤمن"١.

وفي الحديث ما يجعل فعل الخير موازيا في الأجر لأداء فريضة من فرائض التكاليف, بل لأداء ركن من أركان الإسلام، أو يجعله كفيلا عند الله بمغفرة فيها صلاح أمر المرء كله يقول -صلى الله عليه وسلم: "من أغاث ملهوفا كتب الله له ثلاثا وسبعين مغفرة، واحدة فيها صلاح أمره كله، واثنتان وسبعون له درجات يوم القيامة" ٢.

وفيه ما يجعل فضيلة من فضائل الخلق والضمير جهادا من أعظم الجهاد عند الله؛ لأن المرء له ميادين عدة يجاهد فيها، منها ما هو في سبيل العيش، والعمل والبقاء، ورد الظلم، وأعظمها ما كان في سبيل الله والرسول يقول: "أفضل الجهاد كلمة عدل عند سلطان جائر" ٣ ويرى -صلى الله عليه وسلم- أن التراخي في دفع الظلم والتهاون في الدعوة إلى البر والخير والمعروف،


١ مسند أحمد جـ١ ص١٨ طبع الحلبي.
٢ رواه الشعبي عن أنس في الجامع الصغير شرح الحفي ص٣١٣، ٣١٤ جـ٣.
٣ رواه أنس بالجامع الصغير ص٣٥٦ جـ٣.

<<  <   >  >>