للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يكون سببا للعنة الله في الآخرة وفساد الأمر في الدنيا فيقول: "والله لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر، ولتأخذن على يد الظالم، ولتأطرنه على الحق أطرا أو لتقصرنه على الحق قصرا. أو ليضربن الله بقلوب بعضكم على بعض، ثم ليلعننكم كما لعنهم" ١ أهو كما لعن "اليهود".

وفي الحديث ما يدل على أن النفاق فردي أو اجتماعي يكون سببا من أسباب الخذلان والفناء "إأن أول ما دخل النقص على بني إسرائيل، أنه كانه الرجل يلقى الرجل فيقول له: يا هذا، اتق الله ودع ما تصنع، فإنه لا يحل لك. ثم يلقاه من الغد وهو على حاله، فلا يمنعه أن يكون أكيله وشريبه وقعيده، فلما فعلوا ذلك ضرب الله قلوب بعضهم ببعض" ٢.

والنفاق في المجتمع من الأمور القاتلة له والتي تؤدي به إلى الهلاك، والمنافق مرذول في الدنيا معذب يوم القيامة. يقول الرسول "ليلة أسري بي مررت على أناس تقرض شفاههم بمقاريض من نار، فقلت: من هؤلاء؟ -سائلا جبريل عليه السلام- فقال: هؤلاء خطباء من أهل الدنيا، كانوا يأمرون الناس بالبر وينسون أنفسهم وهم يتلون الكتاب أفلا يعقلون" ٣.

ويدل على ذلك أيضا قوله: "يؤتى بالرجل يوم القيامة فيلقى في النار فتندلق أقتاب بطنه٤ فيدور بها كما يدور الحمار بالرحى، فيجتمع إليه أهل النار فيقولون. يا فلان ما لك؟ ألم تكن تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر ... ؟ فيقول: بلى قد كنت آمر بالمعروف ولا آتيه. وأنهى عن المنكر وآتيه" ٥.


١ أخرجه أبو داود كتاب الملاحم باب الأمر والنهي/ تحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد.
٢ كت الملاحم ص٣٦.
٣ مسند أحمد جـ٣ ص١٢٠ "الحلبي".
٤ الأقتاب. الأمعاء. واحدها قتب.
٥ صحيح مسلم ٥٣ كتاب الزهد والرقائق حديث ٥١ طبع الحلبي تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي.

<<  <   >  >>