النظام من العبادات. فالصلاة تؤدى في أوقات معلومة، وينتظم المسلمون في الجماعة وراء الإمام صفوفا متلاحمة كصفوف الجند. ويمسك المسلم في الصوم عند السحر، ويفطر عند آذان المغرب. وهكذا الشأن في كل عبادة. تؤدى في نظام ودقة، بطريقة محددة وفي وقت معلوم ... وإذا استطاع المسلم فهم العبادات فهما قائما على الوعي والتدبر انتظمت أسرته واستقام أمرها. وبها يستقيم أمر الشعب، ويقوم المجتمع ويحيا الناس حياة راضية مطمئنة. وكانت الأمة في مجموعها راقية، فلا فسوق ولا فجور، ولا جرائم ولا أحقاد، ولا أطماع ولا أنانية، ولا تجبر ولا تكبر؛ لأن الدين يدعوهم إلى أن يكونوا أخوة متحابين، يشكلون مجتمعا كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا. وبذلك ترقى الأمة وتقوى جوانبها، فلا ينتقص منها عدو، ولا يطمع فيها طامع، ويشعر الناس بالسعادة والرضا، وينجو المجتمع من شرور النفس الإنسانية الحاقدة الطامعة. التي ما إن بعدت عن الدين والعبادات، حتى أصبح لا يرضيها شيء مهما كان، وإن بلغ مثل جبال الأرض ذهبا وفضة، وبالجملة فإن طهارة الجسد والروح بالعبادات، خير علاج للأمراض النفسية والاجتماعية، التي نراها اليوم تجتاح العالم مشرقه ومغربه.