ومن هنا يتبين لنا قيمة الصلاة عند الله، وجعلها عصب الإيمان في كل دين، وروح العقيدة في كل رسالة، وأقرب الأفعال للتقرب إليه، وأسمى الأعمال لتطهير النفس والروح، وأسهل الوسائل وأيسرها للقاء الله ورفع حاجات المرء إليه بلا خوف ولا فزع، ومن أوامر الله إلى محمد بن عبد الله خاتم الأنبياء والمرسلين قوله تعالى:{وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا}{إِنَّ الصَّلاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا} .
ولهذا كله كان تدريس الصلاة في مدارسنا عملا علميا وتعبديا، يرفع مكانة المعلم والمتعلم، ويجعلنا في موقف من يحافظ على أديان الله كلها، ويصون كلمة الحق، ويحفظ لنفسه المكانة عند ربه ليلقاه طاهر النفس والروح والبدن.
طريقة تدريس الصلاة في المرحلة الابتدائية:
هي تلك الطريقة التجريبية القائمة على التدريب في المصلى، ومحاكاة التلاميذ لأستاذهم بعد أن يتوضأ أمامهم أكثر من مرة، ثم يطلب من بعض التلاميذ أن يحاكوه واحدا بعد واحد، ثم مجموعة بعد مجموعة، حتى يطمئن إلى أنهم قد أدركوا جميعا كيفية الوضوء. وأثناء قيام بعض التلاميذ بالوضوء يشرح المعلم للباقين ترتيب استعمال الأعضاء وكيفيته، ويناقشهم فيما يفعله زملاؤهم مبينا لهم الصواب من الخطأ، ويجب أن يكرر ذلك أكثر من مرة وفي أكثر من حصة. حتى يطمئن إلى أن التلاميذ جميعا أصبحوا يجيدون الوضوء.
وفي درس الصلاة يصلي المدرس أمام التلاميذ مرة أو أكثر، ويشرح قبل أن يصلي نوع الصلاة التي سيؤديها صبحا أو ظهرا، وكيف سيؤديها،