حيث إن الإطاقة لا تكون إلا في الشيء الصعب، فلا يقال فلان يطيق الاستحمام في بيته ولكنه يقال يطيق عبور المانش مثلا. وإن كان الصوم كله أمانة بين العبد وربه فمرجع المشقة أو عدمها إنما هو مسئولية الفرد وحده، وله أو عليه تقع التبعة والله تعالى يقول:{وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ} كمال قال سبحانه تماما: {يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ} وهذا شأن الدين الإسلامي دائما، يحرر الإرادة ويطلق العقل، ويعلم الحرية، وبها يحاسب، وعليها مدار التكليف. ولا نجده أبدا في فرض من فرائضه أو حكم من أحكامه يقصد الإرهاق أو العسر، وإنما يقصد التقوى والتطهير وصلاح الفرد والمجتمع، والصوم في أدائه ورخصه مثال على ذلك.
كيف ندرس الصوم في المدارس الابتدائية:
لكي نعرف كيف نعلم أطفالنا فريضة الصوم تطبيقا ومعنى وأثرا، فإنه يجب أن يدرس المعلم الانفعالات الخاصة بالطفل، وأثرها على تقبله لنوع من المعلومات، وكذلك معرفة حاجات التلاميذ ومشكلاتهم؛ لأن هذه الأشياء لها تأثير كبير في عمل المخ الإنساني ووظائفه، وكذلك في الجهاز العصبي بكل تعقيداته، فإذا أدرك المعلم أثر هذه الانفعالات وتبين حاجات التلاميذ ومشكلاتهم أمكنه اختيار الوقت المناسب لينقل لهم لونا ما من ألوان المعرفة يتفق مع انفعالاتهم ومشاكلهم.
وتلميذ المرحلة الابتدائية غالبا ما يكون عند دخوله المدرسة في سن السادسة ويستمر بها حتى سن العاشرة أو الثانية عشرة على حسب النظام التعليمي السائد في المجتمع، فقد تكون المرحلة الابتدائية أربع سنوات، وقد تكون ستا. ولكن معظم البلاد، ترى أن سن السادسة أو السادسة والنصف هي السن