للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الملائمة لبدء الطفل تعلم المهارات الأساسية في القراءة والكتابة والحساب وبعض المعارف الدينية. لذلك كان بدء المرحلة الابتدائية هو في هذه السن، وفكرة التلميذ عما حوله في هذا العمر تدور حول خبراته السابقة في دور الطفولة ورياض الأطفال، ويستطيع تحديد المدركات الكلية، وتزداد قدرته على هذا مع انتقاله في صفوف المرحلة، حتى إذا ما وصل إلى نهايتها عرف بصورة ما النظام والمساواة والحرية والحق والواجب، وأدرك معنى كلمة الدين والفرض والسنة، واستطاع أن يفرق بين أمر يأتيه من قبل إنسان وأمر مركزه السلطة الإلهية، وعرف أبعاد الطاعة والمعصية، ومعنى التقرب من الله أو الابتعاد عنه, وتتكون لديه قدرة على الاستيعاب والفهم وحل المشكلات، كما يستطيع أن يدرك شيئا من العلاقات بين الأشياء، وتتكون له ميول محددة أكثر موضوعية، كما يميل إلى الاهتمام بالعالم الخارجي، والتعرف على كثير مما يجري فيه، وبخاصة على أشياء معينة تستهويه ويميل إلى معرفتها وينتج من هذا كله الإطار العام لبناء شخصية هذا الطفل الذي نعلمه في المدرسة الابتدائية، لذلك يجب على معلم الدين أن يعمل جهده لمساعدة تلاميذه على إعلام دوافعهم، والسيطرة عليها وتكوين ما يسمى بالضمير الخلقي عندهم. وأن يوجه ميولهم نحو الدين، وأن يعمل على تنمية هذه الميول بالمثل الصالح والتطبيق الفعلي في سلوكه ومنطقه وتصرفه.

والصوم كرياضة روحية عالية يجب أن يعالج بطريق المناقشة, وأن يهتم المعلم بتوضيح حكمة الصوم، وآثاره الدينية والخلقية وأن يذكر الآيات الكريمة المتعلقة به, موضحا مفهومها في إيجاز, وكلما كان درس الصوم في شهر رمضان كلما كان أوقع وأثبت في نفوس التلاميذ, حيث يكون المدرس نفسه صائما وحيث يكون بعض التلاميذ صائمين وعندئذ يمكنه أن يناقشهم

<<  <   >  >>