في أحاسيسهم بالصوم وآثاره في نفوسهم وفي أجسامهم. وعليه أن يشير إلى بناء الأخلاق والسلوك وأهمية الصوم في هذه العملية, وأن يقوم بدور التوجيه والإصلاح بين المتخاصمين أو المتنازعين من تلاميذه في هذا الشهر بالذات, مبينا لهم أن الصائمين لا يتشاتمون ولا يتخاصمون؛ لأنهم في صومهم يرتقون إلى درجة الملائكة الذين لا يأكلون ولا يشربون ولا يتنازعون. وينتقل معهم من حالة المعرفة بالصوم وأحكامه ومبطلاته إلى بيان الحالة الروحية التي يمر بها الصائم. تلك الحالة التي تمنح المؤمنين القدرة على التأمل والصبر، وتدعوهم إلى التخلص من أخطائهم والسعي نحو الكمال وإرضاء ربهم في الفعل والقول. ولا يتم ذلك مهما حاول المعلم إلا إذا كان قدوة لهم واعيا بآمالهم وأحلامهم. مدركا لانفعالاتهم ومشكلاتهم العاطفية والوجدانية.
ويجب أن يكون التمهيد للدرس شاملا لبيان:
أ- قدرة الله ووحدانيته.
ب- حتمية الإيمان، وضرورة التسليم لخالق الكون ومبدعه.
جـ- أثر الفرائض في الربط بين العبد وربه.
د- أهمية الصوم في نقاء النفس، وطهارة القلب، وسلامة الجسد.
هـ- كمال العقيدة في السر والجهر؛ لأن الصائم لا يطلع عليه إلا خالقه وحده.
و الحث على مراقبة الله في كل شيء.
وأما بالنسبة لعرض الموضوع. فيرجع إلى المعلم ومهارته في إدارة الحوار والمناقشة مع تلاميذه, ليصل إلى الأهداف التي ينشدها، والمعاني السامية التي تتضمنها فريضة الصوم عقيدة وعملا.