جيل مختلف في كل شيء. فلا تتفق طباعه ولا تتوحد مناهجه، وينشق على نفسه في صورة مخيفة تهدد المجتمع بالتمزق والانهيار، وهذا ما شاهدناه في فترات مختلفة من حياة أمتنا الإسلامية، وما نشكو منه الآن في حياتنا السياسية والاجتماعية والاقتصادية، ولا علاج لذلك إلا بجمع أبناء الأمة وتوجيههم نحو سيرة رسول الله وأصحابه العظماء ليرتووا منها بكل ما هم في حاجة إليه، سواء في فترات الطفولة أو الشباب، وهي مليئة بقصص البطولة والعظمة والإقدام والتضحية مما يجذب التلاميذ ويحقق رغباتهم.
٢- السيرة طريق واضح سهل لفهم الإسلام ونظمه التطبيقية: ومن المعلوم أن الله تعالى أنزل القرآن على محمد بأحكام كلية ومبادئ شاملة، ولا يمكن لنا أن نتعرف على تطبيق هذه الأحكام وتلك المبادئ إلا عن طريق ما كان يفعله الرسول ويقوله ويهدف إليه، ودراسة السيرة تحقق لنا ذلك من أيسر طريق، سواء كان الأمر متعلقا بالمثل في الخلق، أو بالعبادات أو المعاملات، أو الآداب، أو الأحكام.
٣- السيرة وسيلة لجمع كلمة الأمة الإسلامية وتوحيد اتجاهاتها: ذلك لأن الأمة إذا اختلفت في الأفكار، والمبادئ والاتجاهات تفرقت إلى مذاهب وملل ونحل، وأصبحت بعيدة عن منبعها الأصيل الذي تجده في سيرة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه، والذي عن طريقها يمكن أن نحدد فضل أساليب تطبيق الإسلام، وأن تتضح لنا معالم الطريق الوحيدة التي لا يجوز اختراع غيرها. وفي السيرة منهج محدد الفكر والأخلاق والمبادئ والغايات التي ينشدها الإسلام، فإذا استطعنا إبراز ذلك لتلاميذنا، نكون قد نجحنا في وضع أول لبنة لبناء أمة موحدة، في جميع المجالات؛ لأن أول قاعدة ترتكز عليها وحدة الأمم، هي وحدة الفكر. ومما يروى عن رسول الله -صلى الله