عليه وسلم- أن الأمة ستفترق بضعا وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة، وأخبر عن الفرقة الناحية هذه بقوله: $"ما أنا عليه وأصحابي"١ فاتباع ما كان عليه رسول الله وأصحابه لا يأتي إلا عن طريق معرفة السيرة معرفة يقينية والتمثل بها في الحياة العملية والأخلاقية.
٤- العمل على أن يكون الشعار الإسلامي شعارا يعتز به الناشئة، بدل أن يتمثلوا بأفكار وآراء من صنع الإنسان سواء كان مسلما أو غير مسلم.
وهذا لن يكون إلا بمعرفة السيرة معرفة توضح للناشئة شخصية الأمة الإسلامية، وسماتها التي تميزت بها عن الأمم الأخرى، ومن المعروف أن الأمة الإسلامية والعربية كانت قبل الإسلام أمة ممزقة الأوصال تحكمها طبائع شاذة، وتنتشر في ربوعها مبادئ غير إنسانية، فجاء الرسول وأصحابه ليوحدوا تلك الأمة، ويقضوا على كل فساد فيها، حتى أصبحت في مبدأ أمرها مضرب المثل في العدالة والإخاء والتسامح. وأقبل الناس يدخلون في دين الله أفواجا عن طواعية واختيار واقتناع, وتعلق الناس من مشارق الأرض ومغاربها بأبطال الإسلام يحاولون تقليدهم وتتبع خطاهم. ولولا هجر سيرة الرسول وأصحابه العظماء ما تغيرت الشخصية الإسلامية، ولظل بناء الأمة العظيم قائما متصلا يحرسه ويحميه جيل بعد جيل، ولكن تغيرت النفوس فتبدلت الأفكار والاتجاهات، وانحدرت الأمة لتصبح في وقت من الأوقات أمة مستعمرة ذليلة من أقصاها إلى أقصاها. ويطمع فيها الطامعون حتى في تغيير عقائدها وأسس دينها، ونحن الآن على صعيد آخر من دروب الحياة نكاد نمسك بزمام أمورنا كلها. وخير مما يحمينا ويصون وحدتنا، ويدعم قوتنا وإرادتنا هو العودة إلى سيرة رسول الله