للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أثر الوسائل المعينة في تدريس الدين:

اتفق علماء التربية على أن الحواس لها تأثير كبير في إدراك الأشياء, وأن الشيء المحسوس يصل إلى الفهم من أيسر طريق، ولكن غير المحسوس يحتاج إلى جهد وعناء حتى يفهمه الإنسان.

والطفل بطبيعته غير قادر على البحث والتنقيب وراء الخيال، لذلك كان تعليمه كلما كان معتمدا على الحواس كان أيسر وأسهل في إيصال المعلومات إليه، وفوق هذا فإن استخدام الوسائل يبعث في نفوس الأطفال الشوق والرغبة للدرس، ويجسم المعاني أمامهم فيجعلها ملموسة، ويساعد الطفل على تنمية خبرته وربط ما لديه من تصورات بالواقع المحس في الحياة.

ويمكن أن نعرف قيمه الوسائل التعليمية إذا تبينا طبيعة الإدراك عند الإنسان، ذلك الإدراك الذي يقوم على النشاط النفسي للفرد ولا دخل لملكة العقل أو الإحساس فيه، بل هو في الغالب يمثل عملية تعرف الفرد على العالم الخارجي ليتمكن من التوافق مع البيئة التي يعيش فيها، والمعرفة والتوافق نتيجتان هامتان للإدراك؛ لأننا بالإدراك نفهم الأشياء والأحداث. وحين ندرك نترجم الانطباعات التي تحدثها المثيرات من بيئتنا إلى وعي بالأشياء والأحداث. وفضلا عن ذلك فإن الأشياء والأحداث التي نعيها وثيقة الصلة بحياتنا العقلية، فنحن

<<  <   >  >>