للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ننشئ الأشياء والأحداث بواسطة عملياتنا الحسية، والحواس هي وسيلة اتصالنا المستمر بهذه الأشياء والأحداث، فالعين والأذن والنهايات العصبية تحت الجلد التي تستجيب للضغط والحرارة والبرودة، والتي في اللسان وتستجيب للطعوم المختلفة، والتي في الأنف وتستجيب للروائح المختلفة هي الوسائل أو المنافذ التي يتم عن طريقها جميع أنواع التعلم. وهكذا فإن إدراكنا للأشياء والأحداث من حولنا في النهاية تتابع لعملياتنا الإدراكية الحسية، ويتضمن ذلك كثيرا من الانتقاء والتنظيم لما ندركه على نحو معين. وتتميز كل الإدراكات بوجود الخبرة الحسية. فالخبرة الحسية المرئية تتكون من آلاف الخصائص البصرية المتنوعة، وتشتمل هذه الخصائص على الألوان المختلفة من أحمر وأصفر وأزرق وأخضر وغير ذلك من الألوان التي تنشأ من امتزاج بعض هذه الألوان أو غيرها, بدرجات تتفاوت بين اللون الغامق والفاتح والزاهي والباهت. وبالمثل في حالة السمع توجد أنغام وضوضاء في صور عديدة تختلف في علوها وانخفاضها، وتستطيع الأذن السليمة أن تميز أكثر من عشرة آلاف صوت مختلف، وفيما يتصل بالذوق يوجد الحلو والمر والمالح والحامض والحريف، وبالنسبة للشم فهناك روائح الأزهار والفواكة والتوابل ورائحة الدخان والروائح المميزة للأشياء الفاسدة وغير ذلك من الروائح المميزة الأخرى، وكذلك بالنسبة للمستقبلات الحسية للجلد وأعضاء الجسم الداخلية، إذ نحصل عن طريقها على خبرات حسية معينة كالضغط والألم والدفء والبرودة. وتعتمد كل هذه الخصائص المتفاوتة للخبرة الحسية على أعضاء الحس وعلى الجهاز العصبي في الجسم، وهذه الخبرات الحسية هي أساس معرفتنا للعالم من

<<  <   >  >>