للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فعلينا أن نلاحظ ما كان يصنعه الرسول -صلى الله عليه وسلم، وما دربنا عليه القرآن، وجاءت به النظريات الحديثة في تعليم أطفالنا, فنستخدم من الوسائل ما يقرب إلى إفهام التلاميذ معاني القرآن, وننقل لهم صورا ورموزا من الطبيعة التي يعيشون فيها تتعلق بالمعاني الواردة في الآيات، حتى نعلم أطفالنا كيف يربطون دينهم بدنياهم، وكيف يتوصلون إلى فهم المعنى بملاحظة المحسوس والمدرك. وقد استخدم الرسول أيضا طريقة الحوار والتكرار.

وهي طريقة تربوية عرضها الفلاسفة منذ القدم ويسمونها الطريقة "السقراطية" لأن سقراط الفيلسوف الإغريقي أول من استعمل الأسئلة الحوارية لقصد تعليمي وأخلاقي. وهي طريقة تصلح لتعليم الصغار؛ لأنها تقوم على أسئلة تحاورية من المدرس إلى تلاميذه, وتكون الأسئلة في الغالب قصيرة سهلة متصلة بشيء يسهل على التلاميذ ملاحظته وإدراكه، ومن فوائد هذه الطريقة أنها تتيح للتلاميذ فرصة التعبير الحر عما يجول بخواطرهم. والكشف عن الحقائق بأنفسهم.

وقد كثر استعمال هذه الطريقة بين الرسول وأصحابه. فقد روي عن معاذ بن جبل أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- سأله "هل تدري ما حق الله على العباد يا معاذ" وكررها ثلاثا ومعاذ يجيب في كل مرة "الله ورسوله أعلم" وبعد الثالثة, قال الرسول: "إن حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا" وأسئلة جبريل للرسول عليهما الصلاة والسلام عن الإيمان، والإسلام والإحسان، والحياء مشهورة معلومة, والقرآن الكريم استعملها كثيرا {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ} وغير ذلك مما لا يمكن حصره، وقد اكتفيت بالإشارة إلى ذلك ليتعرف المعلم

<<  <   >  >>