ليس الغرض من الدرس تحصيل الرزق في هذه الدنيا، لكن الغرض الوصول إلى الحقيقة, وتقوية الخلق وهو يعني الوصول إلى الحقيقة العلمية والخلق الكامل.
فالتربية الإسلامية التي ننشدها الآن في مدارسنا يجب أن تقوم على هذه الحقائق التي أدركها علماؤنا الإسلاميون في عصور السلف، واستطاعوا عن طريقها أن يربوا أجيالا كانت في إيمانها وقوتها وصلابة إرادتها، موضع احترام العالم وتقديره, وعلى المعلمين أن يعتنوا بتلك القيم والاتجاهات، وأن يخاطبوا الأطفال على قدر عقولهم بعبارات يفهمونها، ولغة جيدة ترتقي بألفاظهم وأساليبهم، وأن يضعوا كل طفل في الموضع اللائق به، وأن يتسع حلمهم لهم جميعا بلا تفرقة أو تمييز, وفي هذا يقول الرسول الكريم:"نحن معاشر الأنبياء أمرنا أن ننزل الناس منازلهم، ونخاطبهم على قدر عقولهم".
ويقول أيضا:"ما أحد يحدث قوما بحديث لا تبلغه عقولهم إلا كان فتنة على بعضهم". والتربية الحديثة تهتم بذلك. وتدعو إلى مراعاة المستوى العقلي والعلمي للتلاميذ حتى يدركوا ما يقال لهم.
واهتمام المعلم بأهداف التربية الإسلامية وبثها في نفوس التلاميذ ليس أمرا عسيرا؛ لأنهم مفطورون على حب الحق والفضيلة والخير. وغايتنا لا تخرج عن ذلك؛ لأنها بث الأخلاق الكريمة، وغرس الفضائل، والتمسك بها، والميل إلى الحق والعدل, واجتناب الظلم والشر، والتفكير في النواحي الروحية والإنسانية، وتفريغ القلب من الشهوات والأهواء، والاهتمام بالدين والعلم والعمل.