وكل قول وفعل وحركة من معلمي التربية الإسلامية يجب أن تكون درس أخلاق.
وتنظيم الاتجاهات وتعديلها لدى الأطفال يجب أن يكون مقصودا في كل درس؛ لأن القيم وإن كانت واضحة في كل تعاليم الإسلام، إلا أن اتجاهات الأفراد والمجتمع ربما تكون متأثرة بعوامل أخرى من مذاهب وأفكار لا تتصل بالإسلام في شيء. ولكي نجعل من القيمة شيئا جوهريا في نفوس التلاميذ. لا بد من تعديل هذه الاتجاهات ومحاولة القضاء على مؤثراتها التي تطرق على الطفل بابه في أجهزة الإعلام والصحافة, ودور التعليم, ومهمة معلم التربية الإسلامية نحو ذلك واضحة, إذا بمقدوره المقارنة بين هذه الاتجاهات الدخيلة والاتجاهات الاسلامية السامية، وبيان الفرق بينهما في حياة الإنسان وفكره وعقيدته. وأن يعتمد في ذلك على الحقائق الإسلامية في القرآن والحديث والسيرة ولا يكون كل همه عرض الموضوعات المقررة على التلاميذ, والانتقال منها إلى عملية تقويم المحفوظ والمفهوم لديهم؛ لأنه بذلك يلغي أثر التربية الإسلامية نهائيا.
وقد اهتم علماء التربية الإسلامية بهذه الجوانب.
فالفارابي وابن سينا وإخوان الصفا يرون أن الكمال الإنساني لا يتحقق إلا بالتوفيق بين الدين والعلم, ذلك التوفيق الذي يجعل من القيم الإسلامية شيئا متصلا بحياة الفرد في كل مجال وعمل.
والغزالي يرى أن محور التربية الحقة هو التقرب إلى الله، وألا يقصد المتعلم بالتعلم الرياسة والمال والجاه، ومباهاة الأقران, وهذا يعني التربية الخلقية قبل كل شيء.