من كونه يلقي الأوامر والتعاليم من غير تمثل لها. وعندئذ يسقط المعلم وتسقط تعاليمه بعيدا عن وجدان التلاميذ، ولا تكون المدرسة إلا وسيلة لإدراك بعض المعارف النظرية التي لا وجود لها في التطبيق، ولا يخرج منها مجتمع متماثل قوامه العقيدة والأخلاق والمثل. وهذا ما نشاهده الآن في مدارسنا وفي مجتمعاتنا العربية والإسلامية.
وإذا كنا نشدد على القدوة الصالحة في شخصية المعلم، فإننا أكثر تشددا في الحرص على الثقافة الإسلامية، ومداومة الاطلاع على تفاسير القرآن وكتب الحديث والسيرة النبوية، والتعرف على أصول العبادات والأحكام الإسلامية. حتى يستطيع المعلم أن ينقل الصورة السليمة عن هذه المعارف إلى تلاميذه، وأن يتضح الفرق بينه وبين أطفاله في فهم أبعاد المواقف والقضايا الإسلامية. وقد لا أكون مغاليا إذا قلت إن كثيرا من معلمي التربية الإسلامية لا يقرأ القرآن قراءة صحيحة؛ وذلك لأنهم غالبا ما يكتفون بما تعلموه في معاهد التربية للمعلمين والمعلمات، ولا يتجهون بعد التخرج إلى المعرفة ينهلون منها وهي فيض لا ينتهي وخاصة في علوم القرآن وقراءاته وأساليبه.