للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والتربية الإسلامية لا تنشد ذلك أبدا، ولو كان التحول كله جهة "الملاك".

وإنما تسعى إلى التوفيق الدائم بين أهداف الحياة وضرورات المجتمع ونوازع الفرد، من غير أن يطغى هدف على هدف، ولا مصلحة على مصلحة، وإنما يسير الكل في توافق واتساق، يحقق -حين يتم- أقصى ما يمكن من السعادة لبني الإنسان، ويجعل الطريق بين الخالق والمخلوق ممهدا بالفكر والتصور والعمل.

وقد حرصت أن أعرض في هذا الكتاب ألوانا من السلوك والأفعال التي تحقق هذا التوازن عند الإنسان. وبدأت بالطفولة لأنها مصدر الأمم، ومنبع الأجيال وحاولت أن أقترب -فيما عرضت من المبادئ والتعاليم الإسلامية- من آثارها في الطفولة وفي تلاميذ المدارس الابتدائية بالذات. ليكون ذلك هاديا لمعلمي التربية الإسلامية في هذه المدارس.

وكان تناولي لطرق تدريس القرآن الكريم والعبادات يقوم على أساس من الدراسة النفسية والاجتماعية والأخلاقية والعلمية لهذه الفرائض ومصدرها الأول كتاب الله المحكم. وبينت أن تدريس هذه الأشياء يستند أول ما يستند إلى المعلم المؤمن بأهداف الذين ثم إلى المدرسة كمؤسسة اجتماعية تأخذ من المجتمع وتصب فيه، وضربت أمثلة على طريقة التدريس المرجوة في كل.

وعلى الرغم من أن منهج معاهد التربية لم يتطرق إلى العقيدة والحديث، إلا أنني اكتمالا للفائدة ألقيت نظرة على العقائد، وخاصة العقيدة الإسلامية، وربطت بينها وبين العبادة، مبينا أثرها في فهم العبادات من الوجهة النظرية والتطبيقية وذكرت أهداف تدريس الحديث الشريف، وسقت أمثلة على كيفية تدريسه بالمرحلة الابتدائية وتناولت طرق تدريس التهذيب وما تهدف إليه، وأسلم الطرق لتحقيق سلوك أفضل عند الأبناء.

<<  <   >  >>