للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقد حرص الإسلام على توجيه الناس دائما إلى أوجه الخير، فدعا إلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وجعل ذلك واجبا على كل مسلم ومسلمة ليوجد بذلك المحبة بين الناس ويزيل أسباب العداوة والبغضاء من قلوبهم؛ لأن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يقوم في المجتمع مقام الوقاية من الأمراض في جسم الإنسان، وقد تحقق ذلك في صدر الإسلام، فعلى الرغم مما كان عليه المجتمع العربي قبل الإسلام، من انحلال أخلاقي، وتفكك اجتماعي، نراه بعد الإسلام تحول تحولا جذريا، فبعد أن كان قبائل متنافرة، أصبح أمة تحررت عقولها من الأوهام ونفوسها من الشهوات. ومن البغي والعدوان والظلم، واستطاعت أن تفرض وجودها على العالم، وكانت عند الله خير أمة قال تعالى: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ} .

لم يكتف الإسلام بدعوة الناس إلا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، بل شرح لهم أساليب المعاملة التي تحقق هذه الغاية فقال تعالى في سورة المائدة:

{وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ}

وفي سورة الأنعام:

{وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى}

وفي سورة النساء:

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ}

وتحقيقا لأقصى درجات المحبة في المجتمع الإسلامي، نادى القرآن باتباع أساليب معينة في التعرف على الحقائق، واجتناب الظلم وقول الزور والتجسس والسعي بالغيبة والنميمة بين الناس. يقول تعالى في سورة الحجرات:

<<  <   >  >>