للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لها النجاح في تآلف المجتمع والمحافظة عليه من الغش والخداع والمضاربة. ودعوة الإسلام تعتبر أقدم دعوة تعاونية في تاريخ البشر؛ لأن المجتمعات الأوروبية لم تعرف النظام التعاوني إلا في نهاية النصف الأول من القرن التاسع عشر. أي: بعد مضي ثلاثة عشر قرنا على دعوة الإسلام للتعاون. والتعاون معناه وجود مجموعات متآلفة متحابة تعمل في الزراعة أو الصناعة أو التجارة أو المعمار أو غير ذلك من أوجه الحياة. وقد وضح ذلك القرآن الكريم في أرقى صوره يقول تعالى في سورة المائدة آية "٢":

{وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} .

وفي سورة آل عمران:

{وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا} .

وفي سورة البقرة:

{ويسئلونك عَنِ الْيَتَامَى قُلْ إِصْلَاحٌ لَهُمْ خَيْرٌ وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ} .

والرسول -صلى الله عليه وسلم، يوضح أسس المجتمع المتعاون القائم على الرحمة والمودة والحب فيقول في وصية لمعاذ بن جبل:

"أوصيك بتقوى الله، وصدق الحديث، ووفاء العهد وأداء الأمانة، وترك الخيانةن وحفظ الجار، ورحمة اليتيم، ولين الكلام، وبذل السلام، وخفض الجناح"، وينادي بالصفاء والمودة قائلا:

"لا تحقرن من المعروف شيئا ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق".

"إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه، ولا ينزع من شيء إلا شانه".

"إن الله يعذب الذين يعذبون الناس في الدنيا".

<<  <   >  >>