للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ويحث على العفو والتواضع، وعدم ظلم الناس واحتقارهم فيقول: "ما نقصت صدقة من مال. وما زاد الله عبدا بعفو إلا عزا. وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله".

"المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه، من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة، ومن ستر مسلما ستره الله يوم القيامة".

ودعوته إلى الحب والإخاء في المجتمع بلغت حد تحريم الهجر بين المتشاحنين فوق ثلاث ليال.

يقول صلى الله عليه وسلم: "لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال، يلتقيان فيعرض هذا، ويعرض هذا، وخيرهما الذي يبدأ السلام". وحرم إيذاء الجار ودعا إلى التعاون معه حتى لكأن الجار شريك جاره في رزقه وماله يقول: "لا يدخل الجنة من لا يأمن جاره بوائقه": "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه".

تلك نبذة عن أساليب المعاملة في الإسلام، وهي الأساليب التي غيرت كل شيء في جزيرة العرب، وفي البلاد الإسلامية التي دخلها نور الله، ومستها يد الهدي الإسلامي وبها تطهرت النفوس من العدوات والأحقاد، ومن الشرك الظاهر والخفي ومن النقائص التي كانت فاشية في كل ربوع الدنيا. وصار المسلمون أمة واحدة متراحمة. بعد أن كانوا قبائل وشعوب متعادية. وأصبح التراحم بينهم صفة غالبة في أقوالهم وأفعالهم، فرفع الله

<<  <   >  >>