للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بضائعهم بالنسيئة في مقابل أثمان غالية تزيد على أثمانها التي تباع بها نقدا، بل هناك أناس لا يحبون أن يبيعوا شيئا بالنقد ويؤثرون أن يبيعوا سلعهم جميعا على النسيئة ... وإن هذا التصرف مخالف لأوامر الله مخالفته للعقل والصواب".

وجاء الإسلام ليمنع كل كسب ينطوي على استغلال الآخرين, وكان تحريمه للربا؛ لأن فيه استغلال الضعف الإنساني من جانب, وانعدام المجهود البشري في تحصيل الماء من جانب آخر. والربا مع أنه استغلال لضعف ذي الحاجة، فإنه يحيل الإنسان إلى مستهلك فقط بدل أن يكون منتجا في الأصل ومستهلكا تبعا لذلك. وهذا مما يشيع البطالة ويقلل الإنتاج البشري ويؤدي في النهاية إلى انقراض المجتمع وفنائه.

والإسلام أصلا يرى أن المال مال الله, وأن الناس مستخلفون عليه، فعليهم أن يبتعدوا عن كل شائبة في تحصيل المال وإنمائه. وأن ينظروا إلى "امتلاك المال" على أنه وظيفة اجتماعية يسخر فيها المال لخدمة الجماعة.؛ لأن مرد المال في النهاية إلى مالكه الأصيل خالق الفرد والجماعة معا.

والله تعالى يوضح ذلك في مواضع كثيرة من القرآن ففي سورة البقرة آية ٢٩ يقول تعالى: {هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا} .

وفي الأنعام آية ١٦٥:

{وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلائِفَ الأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ} .

وفي الأعراف آية ١٠:

{وَلَقَدْ مَكَّنَّاكُمْ فِي الْأَرْضِ وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ} .

<<  <   >  >>