للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بألف دينار، ووصل مالك بن أنس بألف دينار. وعن قتيبة: قفلنا مع الليث من الأسكندرية، وكان معه ثلاث سفاين: سفينة فيها مطبخه، وسفينة فيها عياله، وسفينة فيها أضيافه. وعن محمد بن رمح: كان دخل الليث بن سعد فى كل سنة ثمانين ألف دينار، ما أوجب الله عليه زكاة درهم قط. وعن شعيب بن الليث: ستقل أبى فى السنة ما بين عشرين ألف دينار إلى خمسة وعشرين ألفًا تأتى عليه السنة وعليه دين.

وعن ابن وهب: كان الليث بن سعد يصل مالك بن أنس بمائة دينار فى كل سنة، وكتب مالك إليه: إن علىَّ دينًا، فبعث إليه بخمسمائة دينار. وعنه: كتب إليه مالك: إنى أريد أن أدخل ابنتى على زوجها، فأحب أن تبعث إلىَّ بشىء من العصفر. قال: فبعث إليه بثلاثين حملاً عصفرًا، فصنع لابنته وباع منه بخمسمائة دينار، وبقى عنده فضلة. وعن أبى صالح: سألت امرأة الليث بن سعد منًا من عسل، فأمر لها بزق، فقال له كاتبه: إنما سألتنا منًا، فقال: إنها سألتنى على قدرها فأعطيناها على قدر السعة عندنا. وعنه: صحبت الليث عشرين سنة لا يتغذى ولا يتعشى إلا مع الناس، وكان لا يأكل إلا بلحم إلا أن يمرض. وعن أشهب بن عبد العزيز: كان الليث له كل يوم أربعة مجالس يجلس فيها، أما أولها: فيجلس ليأتيه السلطان فى نوائبه وحوائجه، وكان الليث يغشاه السلطان، فإذا أنكر من القاضى أمرًا أو من السلطان يكتب إلى أمير المؤمنين فيأتيه العزل. ومجلس لأصحاب الحديث، وكان يقول: بجحوا أصحاب الحوانيت، فإن قلوبهم معلقة بأسواقهم. ومجلس لأهل المسائل يغشاه الناس فيسالونه. ومجلس لحوائج الناس، فلا يسأله أحد من الناس فيرده كبرت حاجته أو صغرت.

قال: وكان يطعم الناس فى الشتاء الهرايس بعسل النحل وسمن البقر، وفى الصيف سويق اللوز بالسكر. قال أبو رجاء قتيبة: سمعت الليث بن سعد يقول: أنا أكبر من ابن لهيعة بثلاث سنين. قال: وأظنه عاش بعده ثلاث سنين أو أقل. قال: ومات ابن لهيعة فى سنة أربع وسبعين ومائة. قال أبو رجاء: كان الليث أكبر من ابن لهيعة، ولكن إذا نظرت إليهما قلت: ذا ابن ذا، وذا أب. قال ابن بكير: ولد الليث بن سعد سنة أربع وتسعين، وتوفى يوم النصف من شعبان يوم الجمعة سنة خمس وسبعين ومائة، وصلى عليه موسى بن عيسى الهاشمى، ودفن بعد الجمعة، ويقال: إن الشافعى لما قدم مصر أتى قبره فزاره وتلا عنده ختمة فى ليلة سبت، وقال: أرجو من الله أن يتم ذلك إلى يوم القيامة، فمن ثم كل ليلة سبت يجتمع عنده القراء ويتلون ختمة مرتبة إلى يومنا هذا. روى له الجماعة، وأبو جعفر الطحاوى.

٢١٩١ - ليث بن أبى سليم بن زنيم القرشى: أبو بكر، ويقال: أبو بكير الكوفى،


٢١٩١ - فى المختصر: ليث بن أبى سليم بن زنيم: بالزاء والنون مصغرًا، واسم أبيه أيمن، وقيل: أنس، وقيل غير ذلك،

<<  <  ج: ص:  >  >>