للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

محمد الأسدى الحافظ: سمعت يحيى بن معين يقول: أبو حنيفة ثقة فى الحديث. وقال أحمد بن محمد بن القاسم بن محرز، عن يحيى بن معين: كان أبو حنيفة لا بأس به. وقال مرة: كان أبو حنيفة عندنا من أهل الصدق، ولم يتهم بالكذب، ولقد ضربه ابن هبيرة على القضاء فأبى أن يكون قاضيًا. وعن عبد الله بن المبارك: لولا أن الله عز وجل أغاثنى بأبى حنيفة وسفيان كنت كسائر الناس. وعن الشافعى، رحمه الله: قيل لمالك بن أنس: هل رأيت أبا حنيفة؟ قال: نعم، رأيت رجلاً لو كلمك فى هذه السارية أن يجعلها ذهبًا لقام بحجته. وعن ضرار بن صرد: وسُئل يزيد بن هارون: أيهما أفقه أبو حنيفة أو سفيان؟ قال: سفيان أحفظ للحديث، وأبو حنيفه أفقه.

وعن محمد بن مزاحم: سمعت عبد الله بن المبارك يقول: رأيت أعبد الناس، ورأيت أورع الناس، ورأيت أعلم الناس، ورأيت أفقه الناس: أما أعبد الناس فعبد العزيز بن أبى رواد، وأما أورع الناس فالفضيل بن عياض، وأما أعلم الناس فسفيان الثورى، وأما أفقه الناس فأبو حنيفة. ثم قال: ما رأيت فى الفقه مثله. وعنه: إذا اجتمع سفيان وأبو حنيفة فمن يقوم لهما على فتيا. وعن أبى نعيم: كان أبو حنيفة صاحب غوص فى المسائل. وعن محمد بن سعيد أبى عبد الله الكاتب، قال: سمعت عبد الله بن أبى داود الخريبى يقول: يجب على أهل الإسلام أن يدعوا الله لأبى حنيفة فى صلاتهم. قال: وذكر حفظه عليهم السنن والفقه. وعن شداد بن حكيم: ما رأيت أعلم من أبى حنيفة. وعن مكى بن إبراهيم: كان أبو حنيفة أعلم أهل زمانه. وعن يحيى بن معين: سمعت يحيى بن سعيد القطان يقول: لا نكذب، والله ما سمعنا أحسن من رأى أبى حنيفة، وقد أخذنا بأكثر أقواله. قال يحيى بن معين: وكان يحيى بن سعيد يذهب فى الفتوى إلى قول الكوفيين، ويختار قوله من أقوالهم، ويتسع رأيه من بين أصحابه. وعن الربيع: سمعت الشافعى يقول: الناس عيال على أبى حنيفة. كل هذا ذكره صاحب التهذيب فى ترجمة أبى حنيفة بأسانيده.

وعن سفيان بن عيينة: شيئان ما ظننت أنهما يجاوزان قنطرة الكوفة، وقد بلغا الآفاق: قراءة حمزة، ورأى أبى حنيفة. وروى ابن عبد البر بإسناده، عن سفيان بن عيينة أنه قال: أول من اقتدى للحديث بالكوفة أبو حنيفة، أقعدنى بالجامع وقال: هذا أقعد الناس بحديث عمرو بن دينار، فحدثتهم. وكان مسعر بن كدام، وأيوب السختاينى، والأعمش، وشعبة يثنون على أبى حنيفة، فقال: ثقة، ما سمعت أحدًا ضعفه، هذا شعبة ابن الحجاج يكتب إليه أن يحدث ويأمره، وثقه شعبة. وسُئل يحيى أيضًا: هل

<<  <  ج: ص:  >  >>