روى عنه البخارى، ومسلم، وأبو داود، والنسائى، والترمذى، وأحمد بن حنبل، ويحيى بن معين، وروى أبو داود، عن رجل، عنه، ومحمد بن أبى إسحاق السراج، وهو آخر من حدث عنه، وآخرون كثيرون. قال إسحاق: كتبت عن يحيى بن آدم ألفى حديث. وقال أبو داود الخفاف: أملى علينا إسحاق بن راهويه أحد عشر ألف حديث من حفظه، ثم قرأها، فما زاد حرفًا ولا نقص حرفًا. وعن أبى يزيد محمد بن يحيى بن خالد: سمعت إسحاق بن إبراهيم الحنظلى يقول: أعرف مكان مائة ألف حديث كأنى أنظر إليها، وأحفظ سبعين ألف حديث عن ظهر قلب، وأحفظ أربعة آلاف حديث مزورة، فقيل له: ما معنى المزورة؟ قال: إذا مر بى منها حديث فى الأحاديث الصحيحة قلبته منها قلبًا.
وقال الذهبى: ابن راهويه أحد الأئمة الأعلام، ثقة، حجة، عن معتمر بن سليمان، وعبد العزيز القمى، وعيسى بن يونس، وعنه الجماعة سوى ابن ماجه. وقال حنبل: سمعت أبا عبد الله يقول، وقد سُئل عن إسحاق، فقال: مثل إسحاق يسأل عنه! إسحاق عندنا إمام من أئمة المسلمين. وقال النسائى: ثقة مأمون. وقال أبو عبيد الآجرى: سمعت أبا داود يقول: إسحاق بن راهويه تغير قبل أن يموت بخمسة أشهر، وسمعت منه فى تلك الأيام فرميت به، توفى إسحاق ليلة النصف من شعبان سنة سبع أو ثمان وثلاثين ومائتين، وهو ابن سبع وسبعين سنة.
وقال ابن عساكر بإسناده إلى البخارى: مات أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم ليلة السبع لأربع عشرة ليلة خلت من شعبان سنة ثمان وثلاثين وهو ابن سبع وسبعين سنة. وبإسناده إلى أحمد بن كامل القاضى قال: أخبرنى أبو يحيى الشعرانى أن إسحاق بن راهويه توفى فى سنة ثمان وثلاثين ومائتين، وأنه كان يخضب بالحناء. وبإسناده إلى أبى يزيد محمد بن يحيى بن خالد أنه قال: مات إسحاق بن إبراهيم ليلة الخميس سنة ثمان وثلاثين ومائتين.
وقال الخطيب: كان إسحاق أحد أئمة المسلمين، وعلمًا من أعلام الدين، اجتمع له الحديث، والفقه، والحفظ، والصدق، والروع، والزهد، ورحل إلى العراق، والحجاز، واليمن، والشام، وورد بغداد غير مرة، وعاد إلى خراسان فاستوطن نيسابور إلى أن توفى بها. وقال أيضًا: قال أحمد بن سلمة: سمعت إسحاق بن إبراهيم يقول: قال لى عبد الله ابن طاهر: لم قيل لك ابن راهويه؟ وما معنى هذا؟ وهل تكره أن يقال لك هذا؟ قال: