قلت: قد أكثر الإمام أبو حنيفة، رضى الله عنه، عن عبد الملك بن جريج فى مسنده، وكان ابن جريج يثنى عليه كثيرًا، كان يقول: بلغنى عن كوفيكم هذا النعمان بن ثابت أنه شديد الخوف، أو قال: خائف لله. رواه ابن عبد البر. وعن روح بن عبادة، قال: كتب عنه ابن جريج خمسين ومائة، فقيل: إنه مات أبو حنيفة، فقال: رحمه الله، لقد ذهب معه علم كثير. وعن سعد بن سالم القداح، قال: كثيرًا ما كنا ندير مسائل إلى أبى بين يدى ابن جريج، فكان يستحسنها، وكان محبًا لأبى حنيفة، كثير الذكر له. وقال عبد الله ابن أحمد بن حنبل: قلت لأبى: من أول من صنف الكتب؟ قال: ابن جريج، وابن أبى عروبة. وقال عبد الرزاق، عن ابن جريج: اختلفت إلى عطاء ثمان عشرة سنة، وكان يبيت فى المسجد عشرين سنة. وقال: جالست عمرو بن دينار بعدما فرغت من عطاء تسع سنين.
وقال حمزة بن بهرام، عن طلحة بن عمر المكى: قلت لعطاء: يا أبا محمد ما بك؟ قال: هذا الفتى إن عاش، يعنى ابن جريج. وعن عطاء: سيد شباب أهل الحجاز ابن جريج، وسيد شباب أهل الشام سليمان بن موسى، وسيد شباب أهل العراق حجاج ابن أرطأة. وقال على بن المدينى: سألت يحيى بن سعيد: من أثبت أصحاب نافع؟ قال: أيوب، وعبيد الله، ومالك بن أنس، وابن جريج أثبت عن مالك بن أنس فى نافع. وقال صالح بن أحمد بن حنبل، عن أبيه: عمرو بن دينار وابن جريج أثبت الناس فى عطاء. وقال أبو بكر بن خلاد، عن يحيى بن سعيد: كنا نسمى كتب ابن جريج كتب الأمانة، وإن لم يحدثك ابن جريج من كتابه لم تنتفع به. وعن أحمد بن حنبل: إذا قال ابن جريج: قال فلان، وقال فلان، وأخبرت، جاء بمناكير، وإذا قال: أخبرنى، وسمعت، فحسبك به. وعن يحيى بن معين: ليس بشىء فى الزهرى. وعنه: ثقة فى كل ما روى عنى من الكتاب. وعن يحيى بن سعيد: كان ابن جريج صدوقًا، فإذا قال: حدثنى فهو سماع، وإذا قال: أخبرنا أو أخبرنى، فهو قراءة، وإذا قال: قال، فهو شبه الريح. وعن مخلد بن الحسين: ما رأيت خلقًا من خلق الله أصدق لهجة من ابن جريج. قال عمرو بن على: مات سنة تسع وأربعين ومائة. وقال يحيى بن سعيد القطان، ومكى بن إبراهيم وغير واحد: مات سنة خمسين ومائة. وقال ابن المدينى: مات سنة إحدى وخمسين ومائة. وقال غيره: جاز المائة. روى له الجماعة، وأبو جعفر الطحاوى.
١٦٣٦ - عبد الملك بن عمرو القيسى: أبو عامر العقدى البصرى، وقال أبو بكر بن
١٦٣٦ - فى المختصر: أبو عامر العقدى: بفتح المهملة، ويقال: عبد الملك بن عمرو القيسى، ثقة.