قلت: وروى عنه الإمام أبو حنيفة أيضًا، ذكرناه من جملة مشايخه فى تاريخنا البدرى. وقال يحيى القطان: إذا روى عنه عن الثقات فهو ثقة يُحتج به. وقال ابن المدينى، عن يحيى بن سعيد: حديثه عندنا واهٍ. وقال على بن سفيان بن عيينة: كان إنما يحدث عن أبيه، عن جده، وكان حديثه عند الناس فيه شىء. وعن أبى عمرو بن العلاء: كان لا يعاب على قتادة وعمرو بن شعيب إلا أنهما كانا لا يسمعان شيئًا إلا حدثا به. وعن أحمد: عمرو بن شعيب له أشياء مناكير، وإنما يُكتب حديثه يعتبر به، فأما أن يكون حجة فلا. وقال أبو بكر الأثرم: سُئل أبو عبد الله عن عمرو بن شعيب، فقال: أنا أكتب حديثه، وربما احتججنا به، وربما وجس فى القلب منه شىء، ومالك يروى عن رجل عنه. وقال البخارى: رأيت أحمد بن حنبل، وعلى بن المدينى، وإسحاق بن راهويه، وأبا عبيد، وعامة أصحابنا يحتجون بحديث عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، ما تركه أحد من المسلمين. قال البخارى: قيد الناس بعدهم. وعن يحيى بن معين: يُكتب حديثه.
وقال عباس الدورى، عن يحيى بن معين: إذا حدث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده فهو كتاب، هو عمرو بن شعيب بن محمد بن عبد الله بن عمرو بن العاص، وهو يقول: أبى، عن جدى، فمن هاهنا جاء ضعفه، أو نحو هذا من الكلام، وإذا حدث عن سعيد بن المسيب أو سليمان بن يسار أو عروة فهو ثقة أو قريب من هذا. وعن يحيى: عمرو بن شعيب ثقة. وقال أبو حاتم: سألت يحيى بن معين عنه فغضب، وقال: ما أقول روى عنه الأئمة. وعنه: ليس بذاك. وقال أبو زرعة: روى عنه الثقات، وإنما أنكروا عليه كثرة روايته عن أبيه عن جده، وقالوا: إنما سمع أحاديث يسيرة، وأخذ صحيفة كانت عنده فرواها، وما أقل ما نصيب عنه مما روى عن غير أبيه عن جده من المنكر، وعامة هذه المناكير التى تروى عنه إنما هى من المثنى بن الصباح، وابن لهيعة، والضعفاء، وهو ثقة فى نفسه، إنما تكلم فيه بسبب كتاب عنده. وقال أبو عبيد الآجرى: قيل لأبى داود: عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده؟ قال: لا، ولا نظنه حجة.
وقال أيوب بن سويد الرملى، عن الأوزاعى: ما رأيت قرشيًا أفضل، وفى رواية: ما أدركت قرشيًا قط أكمل، من عمرو بن شعيب. وقال العجلى، والنسائى: ثقة. وعن النسائى: ليس به بأس. وقال الدارقطنى: لعمرو بن شعيب ثلاثة أجداد، الأدنى منهم محمد، والأوسط عبد الله، والأعلى عمرو، وقد سمع، يعنى شيئًا من الأدنى محمد، ومحمد لم يدرك النبى - صلى الله عليه وسلم -، وسمع من جده عبد الله، فإذا بينه وكشفه فهو صحيح حينئذ، ولم يترك حديثه أحد من الأئمة، ولم يسمع من جده عمير. وقال الدارقطنى أيضًا: