يكون تالياً لما يؤكده، وفي الوقف عليها أيضاً إلباس؛ لأنها تكون كأنها
رادة لما قبلها، والذي قبلها: (بَلْ لَا يَخَافُونَ الأخِرَة) .
وفي القول بأنها تأكيد ما يمنع ما أجازوه من الوقف على الأولى والابتداء بها على معنى "ألا" جيد لا على معنى "حقاً".
وقوله عز وجل في سورة القيامة: (أينَ المَفَرُّ) .
وقف جيد، والابتداء بـ (كلا) على معنى "ألا" في هذا الموضع مليح.
وقال أبو محمد: الابتداء بها على معنى "حقاً" أقوى من معنى (ألا) .
وما أرى ذلك، وقد وقف قوم عليها على ما اقتضاه المعنى من الطمع في
الملجأ، فكأنها رد لذلك.
وقوله فيها: (ثُم إن عَلَيْنَا بَيَانَهُ) ، هو الوقف.
ولا يوقف فيه على (كلا) ويبتدأ بها على المعنيين.
وقال مكي: وكونها بمعنى "حقاً" أقوى لتؤكد بذلك ما أخبر الله عن عباده من محبتهم في الدنيا، وزهدهم في الآخرة.
وما أحسب ذلك كما قال؛ لأنها لو كانت للتأكيد بمعنى "حقاً" لجاز أن تقع بعد ما هي توكيد له، ويوقف عليها حينئذ فكان يقال: (أينَ المَفَرُ كَلَّا)
(ثُمَّ إن عَلَيْنَا بَيَانَهُ كَلَّا)
وكونها بمعنى "حقاً" هو عندي أضعف الوجوه. وقوله عز وجل في هذه
السورة: (أنْ يُفْعَلَ بِهًا فَاقِرِةٌ) هو الوقف، ولا يوقف على
"كلَّا" ويبتدأ بها على معنى "ألا" وأجاز الطبري الوقف عليها، وقال: