(كلا) أي ليس الأمر على ما تقولون من أنكم على الحقّ بل تكذبون
بالبعث، ودل على ذلك قوله عز وجل: (مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ)
أي ما غرَّك. في جحده، وتكذيب رسله، وليس
الأمر على ما غررت به، بل أنت مكذب بالدين، وأبى قوم الوقف
عليها، وابتدؤوا بها على معنى "ألا" أو "حقاً".
وقوله عزّ وجلّ في المطففين: (يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ العَالَمِينَ كَلَّا)
أجاز الطبريّ، ونصير الوقف على "كلَّا" على أنه نفي
لمن ظنّ من أولئك أن لا بعث.
هذا تقدير الطبري، وأما نصير فوقف عليها على تقدير "كلا" لا يجوز التطفيف.
والابتداء بها جيد على معنى "ألا".
وقوله تعالى: (أسَاطِيرُ الأولِينَ كَلَّا)
الوقف عليها جيد على أنه رد لما قال، وأجاز أبو حاتم الابتداء
بها على معنى "حقاً" ولا يمتنع الابتداء بها على معنى "ألا" ولم يجز
الوقف عليها، ولا على جميع ما في هذه السورة منها، وروي عنه أنه
يبتدئ بجميع ذلك على معنى (ألا) .
وقوله تعالى (مَا كَانوا يَكْسِبُونَ) هو الوقف، والابتداء بـ (كلا)
على معنى "ألا" دون أن يكون بمعنى "حقاً" لكسر إن بعدها، وأجاز قوم الوقف على "كلا"
وقال: كلا لا يؤمنون برين الذنوب على قلوبهم.
وقوله عز وجل: (ثُئم يُقَالُ هَذَا الَذِي كنْتُمْ بِهِ تُكَذبُونَ)
هو الوقف، والابتداء بـ (كلا) على معنى