بن أبى نصر بن الدباهى البغدادى، الزاهد شمس الدين، أبو عبد الله بن أبى العباس.
ولد سنة ست - أو سبع - وثلاثين وستمائة ببغداد.
وصحب الشيخ يحيى الصرصري، وكان خال والدته، والشيخ عبد الله كتيلة مدة، وسافر معه، وأجاز له التسترى من ماردين، وجاور بمكة عشر سنين، ودخل الروم، والجزيرة، ومصر، والشام، ثم استوطن دمشق، وتوفى بها.
قال الشيخ كمال الدين بن الزملكانى عنه: شيخ صالح، عارف زاهد، كثير الرغبة فى العلم وأهله، والحرص على الخير، والاجتهاد فى العبادة، تخلى عن الدنيا، وخرج عنها، ولازم العبادة، والعمل الدائم والجد، واستغرق أوقاته فى الخير، وكان لديه فضل. وعنده مشاركات جيدة فى علوم. وله عبارة حسنة فيما يكتبه، وطلب الفوائد الدينية. متقشف ورع، صلب فى الدين، مجانب لمن يخشى على دينه منه، محب للصالحين وأهل الخير، منقطع عن الناس مهيب.
يقوم الليل ويكثر الصوم، ويطيل الصلاة بخشوع وإخبات واستغراق، ويتلو القرآن العظيم، لا يرى خاليا من أفعال الخير وأعمال البر، ويتصدق فى السر، وينصح الإخوان، ويسعى فى مصالحهم، ويحسن القيام على عياله، ويلازم الجماعات فى الجامع، ولا يغشى السلاطين ولا الولاة، ولا أهل الدنيا، إلا عند ضرورة دينية. وكان يخشن مأكله وملبسه، ويحب طريق السلف الصالح، وإذا رآه إنسان عرف الجد فى وجهه، يقوم فيما يظهر له من الحق، ويأمر بما يمكنه من المعروف، وينهى عما يقدر على النهى عنه من المنكر، ولم يزل كذلك حتى توفى.
قال البرزالى: أحد المشايخ العارفين الصالحين، وله كلام حسن. وجمع وتأليف، وهو حسن الجملة، عديم التكلف، وافر الإخلاص، متبع للسنة، حسن المشاركة فى العلم، سيد من السادات.
وقال الذهبى: كان إماما فقيه النفس، عارفا بمعاملات القلوب، صحب