للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[٤٨٧ - محمود بن سليمان]

بن فهد الحلبى، ثم الدمشقى، شهاب الدين أبو الثناء، كاتب السر، وعلامة الأدب.

ولد سنة أربع وأربعين وستمائة بحلب، وانتقل مع والده إلى دمشق سنة أربع وخمسين.

وسمع بها من الرضى بن البرهان، وابن عبد الدائم، ويحيى بن الناصح بن الحنبلى وغيرهم. وتعلم الخط المنسوب، ونسخ بالأجرة بخطه الأنيق كثيرا.

واشتغل بالفقه على الشيخ شمس الدين بن أبى عمر. وأخذ العربية عن الشيخ جمال الدين بن مالك، وتأدب بالمجد بن الظهير وغيره. وفتح له فى النظم والنثر، ثم ترقت حاله، واحتيج إليه، وطلب إلى الديار المصرية، واشتهر اسمه، وبعد صيته، وصار المشار إليه فى هذا الشأن فى الديار الشامية والمصرية. وكان يكتب التقاليد الكبار بلا مسودة.

وله تصانيف فى الإنشاء وغيره، ودون الفضلاء نظمه ونثره. ويقال:

إنه لم يكن بعد القاضى الفاضل مثله، وله من الخصائص ما ليس للفاضل من كثرة القصائد المطولة الحسنة الأنيقة، وبقى فى ديوان الإنشاء نحوا من خمسين سنة بدمشق ومصر، وولى كتابة السر بدمشق نحوا من ثمان سنين قبل وفاته.

وحدث. وروى عنه الذهبى فى معجمه، وقال: كان دينا متعبدا، مؤثرا للانقطاع والسكون، حسن المحاورة، كثير الفضائل.

توفى ليلة السبت ثانى عشرين شعبان سنة خمس وعشرين وسبعمائة بدمشق بداره، وهى دار القاضى الفاضل بالقرب من باب الناطفانيين. وشيعه أعيان الدولة. وحضر الصلاة عليه بسوق الخيل نائب السلطنة، ودفن بتربته التى أنشأها بالقرب من اليغمورية. رحمه الله تعالى.

<<  <  ج: ص:  >  >>