يعظمونه ويحترمونه، وله أتباع وأصحاب، وصحب الشيخ أحمد المهندز وغيره من الصالحين، وحكى عنه أبو عبد الله بن الدباهى الزاهد.
قال الذهبى: حدثنا ابن الدباهى عن الشيخ: أنه - مع جلالته - كان فى بعض الأوقات يترنم ويغنى لنفسه، وأنه كان فيه كيس وظرف وبشاشة، وقال: سمعته يقول: كنت على سطح ببغداد يوم عرفة، وأنا مستلق على ظهرى، قال: فما شعرت إلا وأنا واقف بعرفة مع الركب سويعة، ثم لم أشعر إلا وأنا على حالتى الأولى مستلق، قال: فلما قدم الركب جاءنى إنسان صارخا، فقال: يا سيدى، أنا قد حلفت بالطلاق: أنى رأيتك بعرفة العام، وقال لى واجد وجماعة: أنت واهم، الشيخ ما حج فى هذا العام، قال: فقلت له: امض، لم يقع عليك طلاق (١)
توفى رحمه الله يوم الجمعة منتصف رمضان سنة إحدى وثمانين وستمائة ببغداد، رحمه الله، وهو فى عشر الثمانين.
[٤١٤ - يوسف بن جامع]
بن أبى البركات البغدادى القفصى الضرير، المقرئ، النحوى الفرضى، جمال الدين، أبو إسحاق.
ولد سابع رجب سنة ست وستمائة بالقفص، من قرى دجيل، من أعمال بغداد. وقرأ القرآن بالروايات على أبى عبد الله محمد بن سالم صاحب البطائحى، وعلى بن الحسين اليوسفى، صاحب أبى طالب العكبرى، وغيرهم.
وسمع الحديث من عمر بن عبد العزيز بن الناقد، وأخته تاج النساء عجيبة، وأجاز له عبد العزيز بن منينا، وريحان بن تيكان، وأبو منصور بن عفيجة،
(١) هذه أوهام تغلب على المتعبدين من استيلاء الأحوال المبتدعة التى ليست على هدى الرسول صلّى الله عليه وسلم وأصحابه وأئمة الهدى من بعدهم، ويفرح بها الشيطان وحزبه، ويشيعونها فى الدهماء على أنها حقائق لترويج البدع والخرافات الجاهلية، وقد برأ الله الصحابة وأئمة الهدى من ذلك.