للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وساقها ابن النجار فى تاريخه، وقال: هى حكاية عجيبة. وأظن القاضى حكاها عن غيره. وقد ذكرها أبو المظفر سبط ابن الجوزى فى تاريخه فى ترجمة أبى الوفاء بن عقيل.

وذكر عن ابن عقيل: أنه حكى عن نفسه: أنه جج، فالتقط العقد ورده بالموسم، ولم يأخذ ما بذل له من الدنانير، ثم قدم الشام، وزار بيت المقدس، ثم رجع إلى دمشق، واجتاز بحلب فى رجوعه إلى بغداد، وأنّ تزوجه بالبنت كان بحلب. ولكن أبا المظفر ليس بحجة فيما ينقله، ولم يذكر للحكاية إسنادا متصلا إلى ابن عقيل، ولا عزاها إلى كتاب معروف، ولا يعلم قدوم ابن عقيل إلى الشام، فنسبتها إلى القاضى أبى بكر الأنصارى أنسب. والله أعلم.

وقد تضمنت هذه القصة: أنه لا يجوز قبول الهدية على رد الأمانات؛ لأنه يجب عليه ردها بغير عوض، وهذا إذا كان لم يلتقطها بنيّة أخذ الجعل المشروط وقد نص أحمد رضى الله عنه على مثل ذلك فى الوديعة، وأنه لا يجوز لمن ردها إلى صاحبها قبول هديته إلا بنية المكافأة.

[٩٢ - عبد الوهاب بن عبد الواحد]

بن محمد بن علي الشيرازى، ثم الدمشقى، المعروف بابن الحنبلى، الفقيه الواعظ المفسّر، شرف الإسلام أبو القاسم.

كذا كناه ابن القلانسى فى تاريخه. وكناه المنذرى وغيره: أبا البركات ابن شيخ الإسلام أبى الفرج الزاهد - المتقدم ذكره - شيخ الحنابلة بالشام فى وقته

توفى والده وهو صغير فاشتغل بنفسه، وتفقه وبرع، وناظر وأفتى، ودرس الفقه والتفسير ووعظ، واشتغل عليه خلق كثير. وكان فقيها بارعا، وواعظا فصيحا، وصدرا معظما، ذا حرمة وحشمة وسؤدد ورئاسة، ووجاهة وجلالة وهيبة.

ولما ورد الفرنج إلى دمشق سنة ثلاث وعشرين وخمسمائة، أرسله صاحب دمشق إلى الخليفة المسترشد ببغداد ليستنجدهم على الفرنج، فخلع عليه ووعده بالإنجاد.

<<  <  ج: ص:  >  >>