للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال: وجرى ذكره يوما عند الوزير أبى المظفر بن يونس - وعنده الفقهاء والعلماء على اختلاف مذاهبهم - فأثنى عليه خيرا. فاستكثر بعض الحاضرين ذلك الثناء، فقال الوزير: والله لقد كان أدين منى؛ فإنه كان يصلى بمسجده، ثم يقرأ عليه القرآن والفقه من بكرة إلى وقت الضحى، ثم يدخل إلى منزله فيتشاغل بالعلم إلى أن يعود إلى مسجده، دائما لا يقطع زمانه إلا بطاعة.

توفى رحمه الله تعالى فجأة فى شهر رجب سنة أربع وستين وخمسمائة. ودفن بمقبرة الزرادين من باب الأزج.

وقد روى عنه ابن الجوزى مناما رآه لشيخه ابن ناصر. وقد ذكرناه فى ترجمته

[١٣٩ - عثمان بن مرزوق]

بن حميد بن سلام القرشى، الفقيه، العارف الزاهد، أبو عمرو. نزيل الديار المصرية.

صحب شرف الإسلام عبد الوهاب بن الجيلى بدمشق، وتفقه واستوطن مصر وأقام بها إلى أن مات، وأفتى بها ودرس وناظر، وتكلم على المعارف والحقائق.

وانتهت إليه تربية المريدين بمصر. وانتمى إليه خلق كثير من الصلحاء، وأثنى عليه المشايخ، وحصل له قبول تام من الخاص والعام، وانتفع بصحبته خلق كثير.

وكان يعظم الشيخ عبد القادر، ويقال: إنه اجتمع به هو وأبو مدين بعرفات ولبسا منه الخرقة، وسمعا منه جزءا من مروياته. وسمع الحديث ورواه.

حدث عنه أبو الثناء محمود بن عبد الله بن مطروح المقرئ الجيلى، وأبو الثناء أحمد بن ميسرة بن أحمد بن موسى بن غنام الغدرانى الحنبلى المصرى الكامخى.

وكانا صالحين. وكان الأول مقرئا، حسن التلفظ بالقرآن. وكان الثانى كثير الذكر والتسبيح. حدث عنه المنذرى. قرأ على الأول القرآن. وكان الشيخ أبو عمرو له كرامات، وأحوال ومقامات، وكلام حسن على لسان أهل الطريقة.

فمن ذلك قوله: الطريق إلى معرفة الله وصفاته: الفكر، والاعتبار بحكمه.

وآياته، ولا سبيل للألباب إلى معرفة كنه ذاته. ولو تناهت الحكم الإلهية فى

<<  <  ج: ص:  >  >>