ونظر فى العربية، وشارك فى الفضائل، وله نظم حسن. تصدى للاشغال والإقراء فى بلده مدة. وقرأ عليه جماعة.
وقدم الشام سنة سبع عشرة، وولى بها مشيخة الإقراء بالتربة الأشرفية بعد المجد اليونينى. وحدث بها.
وسمع منه الذهبى، والبرزالى، وذكره فى معجمه، وقال: كان شيخا صالحا، متوددا إلى الناس، حسن المحاضرة، طيب المجالسة. مكرما عند كل أحد؛ لحسن خلقه، وشيخوخته وفضله. ونزل بالحلبية بالجامع.
وسمع منه أيضا أبو حيان. وعبد الكريم الحلبى. وذكره فى معجه.
وأظنه ذهب إلى الديار المصرية أيضا.
ورجع إلى بلده. وبها توفى فى ثامن جمادى الأولى سنة سبع وعشرين وسبعمائة. ودفن بمقبرة المعافى ابن عمران رضى الله عنه.
[٤٩٢ - عبد الله بن عبد الحليم]
بن عبد السلام بن عبد الله بن أبى القاسم ابن الخضر بن محمد بن تيمية الحرانى، ثم الدمشقى، الفقيه الإمام، الزاهد، العابد القدوة المتفنن، شرف الدين أبو محمد، أخو الشيخ تقى الدين
ولد فى حادى عشر محرم سنة ست وستين وستمائة بحران.
وقدم مع أهله إلى دمشق رضيعا، فحضر بها على ابن أبى اليسر، وغيره.
ثم سمع من ابن علان، وابن الصيرفى، وأحمد بن أبى الخير، ومن ابن أبى عمر، والقاسم الأربلى، وحلق من هذه الطبقة.
وسمع «المسند» و «الصحيحين» وكتب السنن. وتفقه فى المذهب حتى برع وأفتى. وبرع أيضا فى الفرائض والحساب، وعلم الهيئة، وفى الأصلين والعربية. وله مشاركة قوية فى الحديث. ودرس بالحنبلية مدة.
وكان صاحب صدق وإخلاص، قانعا باليسير، شريف النفس، شجاعا مقداما، مجاهدا زاهدا، عابدا ورعا، يخرج من بيته ليلا، ويأوى إليه ليلا،