للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الوجه الثانى: أن المضاف إلى المصدر، أو إلى الخبر: محذوف، تقديره:

إن ذوى رحمة الله من عباده الرحماء، أى المستحقون لها، أو إن رحمة الله حق الرحماء. ومثل هذين الوجهين فى قوله تعالى (١٧٧:٢ {وَلكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ)} هل تقديره: ولكن ذا البر من آمن؟ ولكن البر برّ من آمن.

الوجه الثالث: أن لا تقدر حذف مضاف، غير أنك تجعل «الرحماء» هم الرحمة على المبالغة، كما قالوا: رجل عدل، ورجل زور، ورجل علم، وقوم صوّم، إذا كثر منهم ذلك. ومنه قول الخنساء:

ترتع ما رتعت، حتى إذا … أذكرت، فإنما هى إقبال وإدبار

فثبت بما ذكرناه وهو قول من زعم امتناع الرفع فى الرحماء. والله أعلم بالصواب.

[٢٦١ - يحيى بن يحيى الأزجى]

الفقيه، صاحب كتاب «نهاية المطلب، فى علم المذهب» وهو كتاب كبير جدا، وعبارته جزلة، حذا فيه حذو «نهاية المطلب» لإمام الحرمين الجوينى الشافعى، وأكثر استمداده من كلام ابن عقيل فى الفصول ومن المجرد، وفيه تهافت كثير، حتى فى كتاب الطهارة، وباب المياه، حتى إنه ذكر فى فروع الآجر المجبول بالنجاسة كلاما ساقطا يدل على أنه لم يتصور هذه الفروع، ولم يفهمها بالكلية. وأظن هذا الرجل كان استمداده من مجرد المطالعة، ولا يرجع إلى تحقيق.

وقد ذكر فى كتابه: أنه قرأ بنفسه على ابن كليب الحرانى، ولم أعلم له ترجمة، ولا وجدته مذكورا فى تاريخ، ويغلب على ظنى: أنه توفي بعد الستمائة بقليل.

ورأيت فى كلام ابن الوليد المحدث: أن هذا الأزجى كان من كبار أصحاب أحمد وزهادهم، ولم يزد على ذلك.

<<  <  ج: ص:  >  >>