بالصلاح. وانتفع به جماعة من مماليك الخليفة. وبنيت له دكة فى آخر عمره بأمر الخليفة بجامع القصر لقراءة الحديث عليها.
وتوفى فى يوم الاثنين ضحى تاسع عشرين ذى الحجة سنة سبع وستمائة.
ودفن بباب حرب وتبعه خلق كثير. رحمه الله تعالى.
وكان له ابن يقال له: أبو بكر محمد، كان فقيها فاضلا فى المذهب، فانتقل إلى مذهب الشافعى لأجل الدنيا. وولى القضاء، وقيلت فيه الأشعار.
و «الحبير» بضم الحاء المهملة وفتح الباء الموحدة وسكون الياء آخر الحروف وبالراء المهملة.
[٢٣٢ - أسباه صبر بن محمد]
بن نعمان الحرانى، الفقيه أبو عبد الله.
تفقه ببغداد على الشيخ عبد القادر، ونزل عنده، ولازم الاشتغال بمدرسته إلى آخر عمره.
وسمع ابن المادح، وحدث عنه باليسير، وعمّر. وسمع منه ابن القطيعى، وجماعة
وتوفى ليلة الجمعة حادى عشر ربيع الأول سنة سبع (١) وستمائة. ودفن بباب حرب رحمه الله. وكان أصابه صمم شديد فى آخر عمره.
قال ابن النجار: كان شيخا صالحا، مشتغلا بالعلم والخير، مع علو سنه.
وأظنه ناطح المائة. رحمه الله.
[٢٣٣ - محمود بن عثمان]
بن مكارم النعال البغدادى الأزجى، الفقيه الواعظ الزاهد، أبو الثناء. ويقال: أبو الشكر. ويلقب ناصر الدين.
ولد سنة ثلاث وعشرين وخمسمائة ببغداد.
وقرأ القرآن وسمع الحديث من أبى الفتح بن البطى، وحدث. وحفظ مختصر الخرقى. وقرأ على أبى الفتح بن المنى، وصحب الشيخ عبد القادر، وتأدب به.
وكان يطالع الفقه والتفسير، ويجلس فى رباطه للوعظ. وكان رباطه مجمعا
(١) فى مخطوطة الثقافة «ثمان».