سمع منه ابن القطيعى، وابن النجار، وقال: كان شيخا فاضلا، متدينا صدوقا.
قال: وأخبرنى ولده عبد المعز الواعظ بأصبهان: أن أباه توفى ليلة الرابع والعشرين من ذى الحجة سنة خمس وتسعين وخمسمائة بأصبهان. رحمه الله.
[٢٠٣ - عبد العزيز بن ثابت]
بن طاهر البغدادى المأمونى الشمعى الخياط، المقرئ، الفقيه الزاهد أبو منصور. ويلقب تاج الدين.
قرأ القرآن، وسمع الحديث الكثير من أبى المكارم البادرائى، وأبى الحسن ابن يوسف، وابن الخشاب، وشهدة، وأكثر عن المتأخرين بعدهم.
وقرأ الفقه على الشيخ أبى الفتح بن المنّى. وكتب بخطه الكثير من الحديث وغيره. وكان يقرئ الناس القرآن، ويؤم بمسجده بالشمعية: محلة ببغداد.
قرأ عليه خلق كثير، وحدث باليسير من رواياته؛ لأنه مات فى أول سن الكهولة.
قال ابن النجار: كان صالحا ورعا، متدينا كثير العبادة، آثار الصلاح لائحة على وجهه.
وقال أبو الفرج بن الحنبلى: كان رفيقنا فى سماع درس ابن المنّى، وبلغ من الزهد والعبادة إلى حد يقال به تمسك بغداد. وكان لطيفا فى صحبته؛ خرجنا نزور قبر الإمام أحمد. ثم عدلنا إلى الشط، فنزل الفقهاء يسبحون فى الشط، فقالوا للشيخ أبى منصور: انزل معنا، فنزع ثوبه، ونزل يسبح معهم، ولعبوا فى الماء، فعمل مثلهم، فقال له بعض الفقهاء: أين الشيخ محمود النعال يبصرك؟ فقال: يا مسكين، الحقّ تعالى يبصرنا. فطاب بعض الجماعة بقوله.
قال ابن النجار: توفى يوم الأربعاء التاسع والعشرين من شعبان سنة ست وتسعين وخمسمائة. ودفن بباب حرب. رحمه الله.