الحرانى - سماعا - قال: أنشدنا أبو عبد الله، وأبو سعد محمد بن النفيس، من شعره لنفسه:
رقّ يا من قلبه حجر … لجفون حشوها سهر
ولجسم ما لناظره … منه إلا الرسم والأثر
فغرامى لو تحمله … صخر رضوى كاد ينفطر
إن لومى فى هواك … لمن شر ما يأتى به القدر
يا بديعا جلّ عن شبه … ما يدانى حسنك القمر
صل ووجه الدهر مقتبل … فزمان الوصل مختصر
وقد كتبها القطيعى عنه، وزاد بيتا آخر، وهو:
كم رأينا وجنة فتنت … فمحى آثارها الشعر
[٢٢٤ - عبد الله بن أبى الحسن]
بن أبى الفرج الجبائى، الطرابلسى الشامى، الفقيه الزاهد أبو محمد، نزيل أصبهان. وسمى المنذرى جدّه أبا الفضل.
والأول أصح.
قال القطيعى: سألته عن مولده؟ فقال: سنة إحدى وعشرين وخمسمائة تقريبا
وقال المنذرى: مولده سنة تسع عشرة - أو سنة عشرين - وخمسمائة.
وقال القطيعى: سألته عن نسبه؟ فقال لى: نحن من قرية يقال لها: الجبة، من ناحية بشرى، من أعمال طرابلس، فى جبل لبنان. وكنا قوما نصارى، فتوفى أبى ونحن صغار. وكان أبى من علماء النصارى، وهم يعتقدون فيه أنه يعلم الغيب، فلما مات نفذت إلى المعلم، فقالت والدتى: ولدى الكبير للكسب وعمارة أرضنا، وولدى الصغير يضعف عن الكسب - وأشارت إلىّ - ولنا أخ أوسط، فقال المعلم: أما هذا الصغير - يعنينى - فلا يتعلم العلم، ولكن هذا - وأشار إلى أخى - فأخذه وعلمه؛ ليكون مقام أبى. فقدر الله أن وقعت حروب. فخرجنا من قريتنا. فهاجرت من بينهم. وكان فى قريتنا جماعة من المسلمين يقرءون