ابن المنى، وخلق من هذه الطبقة، وعنى بالحديث أتم عناية وأكثر السماع والكتابة، وحدث.
توفى فى ثانى عشرين جمادى الآخرة سنة ثمان وخمسين وستمائة. وله أربعون سنة. رحمه الله تعالى.
[٣٨١ - محمد بن أحمد]
بن عبد الله بن عيسى بن أبى الرجال أحمد بن على اليونينى البعلبكى، الشيخ الفقيه المحدث الحافظ، الزاهد العارف الربانى، تقى الدين أبو عبد الله بن أبى الحسين، أحد الأعلام وشيوخ الإسلام.
ولد فى سادس رجب سنة اثنتين وسبعين وخمسمائة بيونين من قرى بعلبك.
ونشأ يتيما بدمشق، فأقعدته أمه فى صنعة النشاب، ثم حفظ القرآن.
وسمع الحديث من أبى طاهر الخشوعى، وأبى التمام القلانسى، وحنبل المكبر، وأبى اليمن الكندى، والحافظ عبد الغنى وغيرهم. وتفقه بالشيخ موفق الدين.
وأخذ الحديث عن الحافظ عبد الغنى، والعربية عن أبى اليمن الكندى وبرع فى الخط المنسوب، ولبس خرقة التصوف من الشيخ عبد الله البطائحى صاحب الشيخ عبد القادر. ولزم خدمة الشيخ عبد الله اليونينى الزاهد، صاحب الأحوال والكرامات الذى يقال له: أسد الشام، وانتفع به.
وكان الشيخ عبد الله - هذا - يثنى على الشيخ الفقيه ويقدمه، ويقتدى به فى الفتاوى. وكذلك كان شيخه الحافظ عبد الغنى يثنى عليه. وبرع فى الحديث وحفظ فيه الكتب الكبار حفظا متقنا «كالجمع بين الصحيحين» للحميدى «وصحيح مسلم».
قال ولده قطب الدين موسى صاحب التاريخ: حفظ والدى «الجمع بين الصحيحين» وأكثر «المسند» يعنى مسند الإمام أحمد. وحفظ «صحيح مسلم» فى أربعة أشهر. وحفظ سورة الأنعام فى يوم واحد، وحفظ ثلاث مقامات من الحريرية فى بعض يوم.