للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقال الذهبى: وبلغنى أنه تكلم فيه، وهو متماسك، وله عمل كثير فى الحديث، وشهرة بطلبه.

قلت: وكان قارئا بدار الحديث المستنصرية، أو معيدا بها. وكان حافظا، ذا معرفه بالحديث وفقهه ومعانيه.

وبلغنى: أن رجلا من أهل «سامرّا» أشكل عليه الجمع بين حديثين، وهما قوله صلّى الله عليه وسلم «من همّ بسيئة فلم يعملها: كتبت له حسنة» وقوله فى الذى رأى ذا المال الذى ينفقه فى المعاصى «لو أن لى مثل ما لفلان لفعلت مثل ما فعل. فقال النبى صلّى الله عليه وسلم: هما فى الوزر سواه» فقدم بغداد، فلم يجبه أحد بجواب شاف، حتى دلّ على ابن الكسار، فقال له على الفور ما معناه:

إن المعفوّ عنه إنما هو الهمّ المجرد. فأما إذا اقترن به القول أو العمل: لم يكن معفوا عنه. وذكر قوله صلّى الله عليه وسلم «إن الله تجاوز لأمتى ما حدثت بها أنفسها، ما لم تكلّم به، أو تعمل».

وكان رحمه الله زرىّ اللباس، وسخ الثياب، على نحو طريقة أبى محمد بن الخشاب النحوى، كما سبق ذكره. وكان بعض الشيوخ الأكابر يتكلم فيه، وينسبه إلى إلى التهاون فى الصلاة. وكان الدقوقى يقول: إنهم كانوا يحسدونه؛ لأنه كان يبرز عليهم فى الكلام فى المجالس. والله أعلم بحقيقة أمره.

سمع منه خلق كثير من شيوخنا وغيرهم. وحدثنا عنه محمد بن عبد الرزاق ابن الفوطى ببغداد. وقد سبقت الرواية عنه فى ترجمة ابن هبيرة الوزير.

وتوفى فى رجب سنة ثمان وتسعين وستمائة. ودفن بمقبرة باب حرب رحمه الله تعالى.

وفى هذه السنة توفى الفقيه: -

[٤٤٧ - كمال الدين أبو غالب]

هبة الله بن أبى القاسم علي بن عبد الله بن محمد ابن أحمد السامرى الأصل، البغدادى، الأزجى ببغداد. وقد سبق ذكر جده.

<<  <  ج: ص:  >  >>