للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال الذهبى: قرأ المذهب حتى أتقنه على والده، ودرس وأفتى وصنف، وصار شيخ البلد بعد أبيه، وخطيبه وحاكمه. وكان إماما محققا لما ينقله، كثير الفوائد، جيد المشاركة فى العلوم، له يد طولى فى الفرائض، والحساب والهيئة، وكان دينا متواضعا، حسن الأخلاق جوادا، من حسنات العصر، تفقه عليه ولداه: أبو العباس، وأبو محمد، وحدثنا عنه على المنبر ولده، وكان قدومه إلى دمشق بأهله وأقاربه مهاجرا سنة سبع وستين.

قال: وكان الشيخ شهاب الدين من أنجم الهدى. وإنما اختفى بين نور القمر وضوء الشمس، يشير إلى أبيه وابنه، فإن فضائله وعلومه انغمرت بين فضائلهما وعلومهما.

وقال البرزالى: كان من أعيان الحنابلة، عنده فضائل وفنون، وباشر بدمشق مشيخة دار الحديث السكرية بالقضاعيين، وبها كان يسكن. وكان له كرسى بالجامع يتكلم عليه أيام الجمع من حفظه، ولما توفى خلفه فيها ولده أبو العباس

وله تعاليق وفوائد، وصنف فى علوم عديدة.

توفى رحمه الله ليلة الأحد، سلخ ذى الحجة سنة اثنتين وثمانين وستمائة، ودفن بدمشق من الغد بسفح قاسيون.

[٤١٧ - مظفر بن أبى بكر]

بن مظفر بن على الجوسقى، ثم البغدادى، الفقيه الأصولى النظار، تقى الدين أبو الميامن. ويعرف بالحاج.

ولد فى مستهل رجب سنة ثلاث عشرة وستمائة.

وسمع من أبى الفضل محمد بن محمد بن الحسن السباك.

وتفقه وبرع فى المذهب والخلاف والأصول، وناظر وأفتى، ودرس بالمدرسة البشيرية لطائفة الحنابلة. وكان من أعيان الفقهاء وأئمة المذهب.

قال عبد الرزاق بن الفوطى: سمعت شيخنا الإمام أبا حامد محمد بن المطرزى - لما قدم من بغداد إلى مراغة، وقد سئل عمن بقى ببغداد من الأئمة؟ - فقال: لم

<<  <  ج: ص:  >  >>