للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وإسماعيل بن السمرقندى، وأبى غالب بن البناء، وغيرهم وحدث، وأقرأ، فخالف ما ذكره ابن القطيعى فى مدفنه، فالله تعالى أعلم بالصحيح من ذلك.

وأما قوله: إن مولده سنة ثمانين وأربعمائة فغلط محض؛ فإنه على قوله يكون قد جاوز المائة بست سنين، فأين آثار ذلك من تفرده عن أقرانه بالسماع من الشيوخ. ثم قد سبق أن القطيعى سأله عن مولده؟ فذكر ما يدل على أنه قبل الخمسمائة بنحو سنتين. وهذا هو الصحيح. ووصفه بأنه ضرير، ولم يصفه القطيعى بذلك.

[١٧٧ - نجم بن عبد الوهاب]

بن عبد الواحد بن محمد بن على الشيرازى الأصل، الدمشقى الأنصارى، الشيخ نجم الدين أبو العلاء بن شرف الإسلام ابن الشيخ أبى الفرج، شيخ الحنابلة بالشام فى وقته.

قرأت بخط ولده ناصح الدين عبد الرحمن: أنه ولد سنة ثمان وتسعين وأربعمائة. وأفتى ودرس وهو ابن نيف وعشرين سنة، إلى أن مات، وعاش هنيا مرفها، لم يل ولاية من جهة سلطان، وما زال محترما معظما، ممتعا قويا.

قال لى قبل أن يموت بسنة: رأيت الحق عزّ وجل فى منامى، فقال لى: يا نجم أما علمتك وكنت جاهلا؟ قلت: بلى يا رب، قال: أما أغنيتك وكنت فقيرا؟ قلت: بلى يا رب، قال: أما أمت سواك وأحييتك؟ وجعل يعدد النعم، ثم قال:

قد أعطيتك ما أعطيت موسى بن عمران.

ولما مرض مرض الموت، رآنى وقد بكيت، فقال: إيش بك؟ فقلت:

خير، فقال: لا تحزن علىّ؛ أنا ما توليت قضاء، ولا شحنكية، ولا حبست، ولا ضربت، ولا دخلت بين الناس، ولا ظلمت أحدا، فإن كان لى ذنوب، فبينى وبين الله عزّ وجل. ولى ستون سنة أفتى الناس، والله ما حابيت فى دين الله تعالى.

<<  <  ج: ص:  >  >>