للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أنشدنى والدى قال: أنشدنا أبو الثناء الدقوقى لنفسه:

جاهد بنفسك فى الفضائل تغنم … وخض المهالك فى المحبة تسلم

وذر التعلل بالمنى، فهى العنا … واطرح سلاحك فى الهوى واستسلم

من لم يذق فى حبنا طعم الفنا … لم يلفنا نكفيه ثقل المغرم

خاطر بنفسك فى هوانا واسترح … إن شئت تحظى بالمحل الأعظم

مرّغ خدودك فى ثرى أعتابنا … لتفوز بالحسنى وفيض الأنعم

لا يصدفنّك صادف عن مطلب … فالعز مقرون بحدّ المخذم

من ذا الذى ألفى بساحل جودنا … فشكى الظما، أو خاف فوت الموسم

نحن الذين إذا أتانا سائل … نوليه إحسانا وفضل تكرم

نعفو عن الجانى، ونقبل عذره … ونقبل عثرة تائب متندم

ونقول فى الأسحار: «هل من سائل … مستغفر» لينال طيب المغنم؟

لا يلهينك شاغل عن وصلنا … وانهض على قدم الرجاء وقدم

وهى طويلة. مدح فيها النبى صلّى الله عليه وسلم، وأصحابه رضى الله عنهم

[٥١٤ - عبد الرحمن بن محمود]

بن عبيد البعلى، الفقيه الزاهد العارف، زين الدين أبو الفرج.

ولد سنة خمس وسبعين وستمائة.

وسمع الحديث. وتفقه على الشيخ تقى الدين وغيره. وبرع وأفنى. وكان إماما، عارفا بالفقه وغوامضه، والأصول والحديث، والعربية والتصوف، زاهدا عابدا، ورعا متألها ربانيا. صحب الشيخ عماد الدين الواسطى، وتخرج به فى السلوك

ويذكر له أحوال وكرامات. ويقال: إنه كان يطلع على ليلة القدر كل سنة وقد نالته مرة محنة بسبب حال حصل له، اطلع عليه بعض أصحابه، فأشاع ذلك عنه، وأظهر به خطه. فعقد له مجلس بدار السعادة بدمشق سنة ثمان عشرة، حضره القضاة والفقهاء، وأحضروا خطه بأنه:

<<  <  ج: ص:  >  >>