للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

رأى الحق سبحانه وتعالى، وشاهد الملكوت الأعلى، ورأى الفردوس.

ورفع إلى فوق العرش، وسمع الخطاب، وقيل له: قد وهبتك حال الشيخ عبد القادر، وأن الله تعالى أخذ شيئا كالرداء من عبد القادر، فوضعه عليه، وأنه سقاه ثلاثة أشربة مختلفة الألوان، وأنه قعد بين يدى الله تعالى مع محمد وإبراهيم وموسى وعيسى والخضر عليهم السلام، وقيل له: هذا مكان ما يجاوزه ولى قط.

وقيل له: إنك تبقى قطبا عشرين سنة.

وذكر أشياء أخر. فاعترف أنه خطه. فأنكر ذلك عليه، فبادر، وجدد إسلامه، وحكم الحاكم بحقن دمه، وأمر بتأديبه. وحبس أياما.

ثم أخرج ومنع من الفتوى وعقود الأنكحة، ثم بان له غلطه، وأن هذا لم يكن له وجود فى الخارج، وإنما هى أخيلة وشواهد وأنوار قلبية، لا أمور خارجية وشيخه الواسطى مع سائر أئمة الطريق أهل الاستقامة، وصوفية أهل الحديث يقررون ذلك، ويحذرون من الغلط فيه، كما زل فى ذلك طوائف من أكابر الصوفية.

وكان أكثر إقامة الشيخ زين الدين بدمشق، يعيد بالمدارس، ويتصدى للاشتغال والإفادة، وإقراء الحديث والفقه وأصوله، وانتفع به جماعة، وتخرجوا به، منهم: الإمام العلامة عزّ الدين حمزة بن شيخ السلامية وغيره.

وسافر مرة إلى حماة، واجتمع بقاضيها الشيخ شرف الدين بن البارزى.

وكان إماما متقنا، ذا قدم راسخ فى السلوك. فبلغنى عن ابن البارزى: أنه كان بعد ذلك يثنى على الشيخ زين الدين ثناء كثيرا، ويذكر أنه لم ير مثله، هذا أو نحوه.

وصنف كتابا فى الأحكام على أبواب «المقنع» سماه «المطلع» وشرح قطعة من أول «المقنع» وجمع «زوائد المحرر على المقنع» وله كلام فى التصوف وحدث بشئ من مصنفاته.

<<  <  ج: ص:  >  >>