عليكم ورحمة الله وبركاته. فإذا الصوت من صدر المسجد: وعليك السلام، ثم قال: يا أبا عبد الله، الإمام قد نصر. قال: فانتبهت مرعوبا. وكان كما قال الشيخ.
[٥٢ - جعفر بن الحسن]
الدّرزيجانى، المقرئ، الفقيه، الزاهد.
ذكره القاضى أبو الحسين فيمن تفقه على أبيه، وعلق وسمع الحديث. ثم ذكر ترجمته كما ذكرها ابن شافع فى تاريخه، فقال: هو الأمّار بالمعروف، والنّهاء عن المنكر، ذو المقامات المشهودة فى ذلك، والمهيب بنور الإيمان واليقين لدى الملوك والمتصرفين.
صحب القاضى أبا يعلى، وتفقه عليه، ثم تمم على صاحبه الشريف أبو جعفر.
وختم عليه القرآن خلق لا يحصون كثرة.
وكان من عباد الله الصالحين، أمّارا بالمعروف، قوّالا بالحق، ناهيا عن المنكر، لا تأخذه فى الله تعالى لومة لائم، مهيبا وقورا، له حرمة عند الملوك والسلاطين، ولا يتجاسر أحد أن يقدم عليه إذا أنكر منكرا. وله المقامات المشهودة فى ذلك. مداوما للصيام والتهجد والقيام. وله ختمات كثيرة جدا، كل ختمة منها فى ركعة واحدة. وسمع الحديث من أبى علي بن البناء.
توفى فى الصلاة ساجدا، فى شهر ربيع الآخر سنة ست وخمسمائة، بدرزيجان. رحمه الله تعالى.
قال المبارك بن كامل: سمعت عبد الوهاب بن قاسم بن علي الشعرانى قال:
رأيت جعفر الدرزيجانى جاء إلى بغداد، فالتقى به أبو الحسين الدرزيجانى، فقال له: كيف تركت الصبيان؟ فقال له (٩:٣ {وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعافاً خافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً)} تقوى الله لنا ولهم.
[٥٣ - على بن محمد]
بن علي بن أحمد بن إسماعيل الأنبارى، القاضى أبو منصور، الفقيه الواعظ.