قال الذهبى فى طبقات القراء: هو صالح متعفف، خشن العيش، جمّ الفضائل، ماهر بالفن، قلّ من رأيت بعد رفيقه مجد الدين - يعنى التونسى - مثله، وذكره فى معجم شيوخه، فقال: كان إماما مقرئا بارعا، فقيها متقنا، نحويا، نشأ إلى اليوم فى صلاح وزهد ودين. سمعت منه مجلس البطاقة، وانتهت.
إليه مشيخة بيت المقدس.
وذكره البرزالى فى تاريخه، وذكر: أنه حج وجاور بمكة، قال: وكان رجلا صالحا، مباركا عفيفا منقطعا، يعد فى العلماء الصّالحين الأخيار، قرأت عليه بدمشق والقدس، عدة أجزاء.
وتوفى بالقدس سحر يوم الأحد رابع رجب سنة ثمان وعشرين وسبعمائة.
ودفن فى اليوم المذكور بمقبرة ماملا، وصلّى عليه بجامع دمشق صلاة الغائب، فى سادس عشر الشهر.
وذكر الذهبى: أنه مات فجأة، رحمه الله تعالى.
[٤٩٥ - أحمد بن عبد الحليم]
بن عبد السلام بن عبد الله بن أبى القاسم ابن الخضر بن محمد ابن تيمية الحرانى، ثم الدمشقى، الإمام الفقيه، المجتهد المحدث، الحافظ المفسر، الأصولى الزاهد. تقى الدين أبو العباس، شيخ الإسلام وعلم الأعلام، وشهرته تغنى عن الإطناب فى ذكره، والإسهاب فى أمره.
ولد يوم الاثنين عاشر ربيع الأول سنة إحدى وستين وستمائة بحران.
وقدم به والده وبإخوته إلى دمشق، عند استيلاء التتر على البلاد، سنة سبع وستين.
فسمع الشيخ بها من ابن عبد الدائم، وابن أبى اليسر، وابن عبد، والمجد ابن عساكر، ويحيى بن الصيرفى الفقيه، وأحمد بن أبى الخير الحداد، والقاسم الأربلى، والشيخ شمس الدين بن أبى عمر، والمسلم بن علان، وإبراهيم بن الدرجى، وخلق كثير.