للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أبيض مليح، فسألته: ما فعل الله بك؟ قال: غفر لى، وقليل العمل ينفع عند الله.

وسألته عن عذاب القبر: أحق هو؟ قال: لا، فقلت له مرة ثانية: عذاب القبر حق، وجبذته جبذة، كالمنكر عليه، فقال: أنا ما رأيته، فقلت له: فمنكر ونكير؟ قال: إي والله حق، نزلا علىّ وسألانى، رحمه الله تعالى.

[٢٥٨ - أحمد بن أحمد]

بن أحمد بن كرم بن غالب بن قتيل البندنيجى، ثم البغدادى، الأزجى، الحافظ، المحدث، المعدل، أبو العباس بن أبى بكر بن أبى السعادات، المعروف بابن البندنيجى.

ولد فى ربيع الأول سنة إحدى وأربعين وخمسمائة. وتلقن القرآن من أبى حكيم النهروانى، وقرأه بالروايات على أبى الحسن البطائحى وغيره.

وسمع الحديث الكثير من أبى بكر بن الزاغونى، وأبى الوقت، وهبة الله بن الشبلى. وأبى محمد بن المادح، والشيخ عبد القادر الجيلى، والمبارك بن خضير، وأبى زرعة، وابن البطى وخلق كثير. وعنى بهذا الشأن، وكتب بخطه الكثير، وخرج وأفاد.

ووسمه جماعة بالحافظ، منهم: المنذرى. قال الذهبى: كان وافر السماع، كثير الشيوخ، حسن الأصول. حدث بالكثير، وسمع منه جماعة.

وقال غيره: كان مكثرا من الرواية والحفظ. وكان أحد شهود بغداد. شهد عند ابن الدامغانى سنة ست وسبعين وخمسمائة، ثم عزل عن الشهادة لما عزل قاضى القضاة العباسى. فإن خطه وجد على الكتاب الذى عزل القاضى بسببه بالعرض، واعتذر بأن القاضى أخبره بمعارضته بأصله، فركن إلى قوله. والله أعلم بحقائق الأمور. ثم فى سنة سبع وستمائة - لما ظهرت إجازة الخليفة الناصر من جماعة من الشيوخ، وكان ابن البندنيجى وأخوه تميم المتقدم ذكره: هما اللذان استجازا له، وكانت عند ولد تميم نمروى بها الخليفة، وأجاز للأعيان - أعيد ابن البندنيجى إلى عدالته بتزكيته الأولى وتقدم.

<<  <  ج: ص:  >  >>