بن النفيس بن نوراندان بن الحسام البغدادى، المحدث المعدل، أبو محمد بن أبى الحسن بن أبى المفاخر بن أبى منصور، ويلقب نور الدين.
ولد فى صفر سنة تسع وثمانين وخمسمائة.
وسمع من أبيه أبى الحسن، وأبى محمد جعفر بن محمد بن أموسان، وعبد العزيز ابن منينا. وأجاز له ذاكر بن كامل.
وعنى بهذا الشان. وقرأ الكثير على عمر بن كرم. ومن بعده. وكتب الكثير بخطه.
قال الذهبى فى تاريخه عنه: الحافظ المفيد. كتب الكثير، وأفاد. وسمع منه الحافظ الدمياطى. وذكره فى معجمه، وأجاز لسليمان بن حمزة، وأبى بكر ابن عبد الدائم، وعيسى المطعم، وغيرهم. وشهد عند محمود الزنجانى.
ثم إنه امتحن لقراءته شيئا من أحاديث الصفات بجامع القصر. فسعى به بعض المتجهمة، وحبس مديدة. وأسقطت عدالته. ثم أفرج عنه، وأعاد عدالته ابن مقبل. ثم أسقطت، ثم أعاد عدالته قاضى القضاة أبو صالح. فباشر ديوان الوكالة إلى آخر عمره.
توفى بكرة السبت ثالث عشرين ربيع الآخر - وقيل: ثامن عشرين - سنة سبع وأربعين وستمائة. وصلّى عليه بمسجده فى المأمونية. ودفن بباب حرب.
وكان له جمع عظيم، وشد تابوته بالحبال. وأكثر العوام الصياح فى الجنازة:
هذه غايات الصالحين.
قال ابن الساعى: ولم أر ممن كان على قاعدته فعل فى جنازته مثل ذلك.
فإنه كان كهلا يتصرف فى أعمال السلطان، ويركب الخيل، ويحلى فرسه بالفضة على عادة أعيان المتصرفين.
قلت: حصل له ذلك ببركة السنة. قال الإمام أحمد: بيننا وبينهم الجنائز.