للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فما تنفع الآداب والعلم والحجى … وصاحبها عند الكمال يموت

كما مات لقمان الحكيم وغيره … وكلّهم تحت التراب صموت

وكان هبة الله السقطى فى المجلس حاضرا، فأجابه ببيتين، وأنشدناهما من لفظه لنفسه.

بلى أثر يبقى له بعد موته … وذخر له فى الحشر ليس يفوت

وما يستوى المنطيق ذو العلم والحجى … وأخرس بين الناطقين صموت

توفى يوم الاثنين ثالث عشرين ربيع الأول سنة تسع وخمسمائة وصلّى عليه من الغد بالجامع أبو الخطاب الكلوذانى الفقيه إماما، ثم حمل إلى باب حرب فدفن قريبا من قبر منصور بن عمّار.

وقيل: توفى يوم الثلاثاء المذكور. وقيل: فى جمادى الآخرة.

والصحيح الأول.

قال ابن الجوزى: حكى هبة الله السقطى، قال: قال محمد بن الخليل البوشنجى: حدثنى محمد بن على الهروى - وكان تلميذ أبى المعالى الجوينى - قال:

دخلت عليه فى مرضه الذى مات فيه، وأسنانه تتناثر من فيه، ويسقط منها الدود، لا يستطاع شم فيه. فقال: هذا عقوبة تعرّضى بالكلام، فاحذروا.

[٥٩ - محمد بن الحسن]

بن أحمد بن عبد الله بن البناء البغدادى، الواعظ، أبو نصر بن الإمام أبى على، المتقدم ذكره.

ولد حادى عشرين صفر، سنة أربع وثلاثين وأربعمائة.

وسمع من الجوهرى، وأبى بكر بن بشران، والعشارى، وأبى على المباركى ووالده أبى على بن البناء وطبقتهم. وتفقه على أبيه، وحدّث.

روى عنه أبو المعمر الأنصارى، وأبو سعد بن البغدادى، وابن ناصر، وأثنى عليه ووثقه. وكان من أهل الدين والصدق، والعلم والمعرفة. وخلف أباه فى حلقته بجامع القصر وجامع المنصور.

<<  <  ج: ص:  >  >>